فيلم "ثنايا": اعادة تمثيل لحقيقة مؤلمة بروح إنسانية
في قاعة مضاءة بأضواء الكاميرات وسحر السينما، شهد الجمهور الرياضي امس الافتتاح الرسمي لفيلم "ثنايا"، الذي يعيد تجسيد إحدى القصص الإنسانية الأكثر تأثيرًا في تاريخ مجتمعنا؛ قصة تبديل المواليد التي هزّت نفوس الناس في نجران منذ عقدين تقريباً.
لم يكن هذا المساء مجرد افتتاحية لفيلم جديد، بل كان احتفالاً بروح القصة وحقيقتها التي تقف وراءها قضايا الحب والانتماء والروابط الإنسانية التي تتخطى حدود القومية والجغرافية.
من ولادة الفكرة إلى تحديات الإنتاج
كشف المخرج علي الشهري عن أصول فكرة الفيلم، اذ ظهرت بعد لقائه بأحد أبطال القصة الحقيقية، مما فتح له أفقًا جديدًا لكشف التفاصيل ونقلها بصدق وعمق. وأوضح:
"لقد واجهنا تحديات كبيرة خلال مراحل الإنتاج والتصوير، ولكن نعيش في زمن مميز لصناعة السينما السعودية بفضل دعم ورؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مما جعل مهمتنا أكثر سهولة ونجاحًا في تقديم العمل بالشكل المناسب لقوة القصة".
بطولة الحب والتلاقي
أطلقت الممثلة التركية إلينا كاراهان التي لعبت دور البطولة في الفيلم، عبارات الثناء على تجربتها السينمائية في السعودية، قائلة:
"لقد فتحت لي هذه القصة آفاقًا جديدة حول مفهوم الحب الحقيقي، وأبعاده من خلال تجربة تبادل المواليد. أعجبني في القصة جوهر الإنسانية وعمقها. ورغم التحديات اللغوية في البداية، تغلبنا عليها وتشكلنا عائلة واحدة خلال فترة التصوير".
صدى صوت الأصل والانتماء
من جانبه، شارك المواطن السعودي محمد العنزي، أحد أبناء الأسرة التي عاشت قصة تبديل المواليد، رؤيته حول تقديم القصة الحقيقية في شكل سينمائي، مضيفًا:
"أنا فخور بتمثيل قصتنا بصدق وإنسانية في هذا الفيلم. أقدر الأسرة التي رعت ابني بكل محبة وأعتبرها جزءًا من عائلتنا، وآمل أن تستمر الروابط التي نسجت بين العائلتين للأبد".
خطوة مهمة للسينما الوطنية
من خلال هذا العمل السينمائي، تستمر السينما السعودية في تقديم قصص محلية تتناول قضايا إنسانية تتخطى الحدود الجغرافية، حيث جسد فيلم "ثنايا" تجربة فنية استثنائية جمعت بين المواقع السعودية الخلابة وموهبة فنانين سعوديين وأتراك، وننتظر بشغف تفاعل الجمهور عند عرض الفيلم في دور العرض المختلفة.