تم الكشف عن اكتشافات جديدة مهمة قد تغيّر تماما فهمنا لسرطان البنكرياس، الذي يُعتبر واحدا من أخطر أنواع السرطان. دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة نيويورك كشفت عن روابط مدهشة تربط صحة الفم بالمشكلات الصحية المرتبطة بسرطان البنكرياس، المعروف أيضا باسم "القاتل الصامت". تبيّن أن بعض أنواع البكتيريا والفطريات الموجودة في الفم لها علاقة بزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، مما يشير إلى أهمية فحوصات الفم المنتظمة للوقاية من هذا الخطر الخطير.
الدراسة التي نُشرت مؤخرا في مجلة JAMA Oncology، استندت إلى تحليل لعينات اللعاب من أكثر من 122 ألف شخص، تمت دراسة عوامل مثل التدخين والأمراض المزمنة، واكتشف الباحثون أن وجود بكتيريا وفطريات محددة في الفم يرتبط بزيادة حادة في خطر الإصابة بالسرطان. ولا تعتبر هذه الدراسة مجرد إحصائيات، بل هي خطوة نحو فهم أعمق لأسباب هذا السرطان المميت وتطوير استراتيجيات وقائية جديدة لحماية الصحة العامة.
كيف يؤثر سرطان البنكرياس على الصحة؟
يُعتبر سرطان البنكرياس أحد الأسباب الرئيسية للوفيات بسبب السرطان في العالم، إذ يودي بحياة أكثر من نصف مليون شخص كل عام. يُشخص سنويا نحو 64 ألف حالة جديدة في الولايات المتحدة وتبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لهذا السرطان حوالي 12%. ورغم أن هناك عوامل خطر تقليدية للإصابة بسرطان البنكرياس، مثل التدخين والسمنة، إلا أن الدراسة الجديدة تسلط الضوء على دور الميكروبيوم الفموي كعامل مهم يجب أخذه بعين الاعتبار.
ينبغي علينا توجيه الاهتمام إلى إدراك أهمية العناية بصحة الفم، وليس فقط من أجل الإبقاء على ابتسامة جميلة، بل أيضا للوقاية من مشاكل صحية خطيرة مثل سرطان البنكرياس. يُشير الباحثون إلى أن نظافة الفم واستخدام الخيط السنوي قد تلعب دورا كبيرا في الوقاية من هذا النوع القاتل من السرطان.
إن هذه الدراسة الجديدة تمثل تحولا هاما في مجال الأبحاث الطبية، وتفتح أفاقا جديدة للوقاية والكشف المبكر عن سرطان البنكرياس. وتجدد التأكيد على أهمية التعاون بين العلماء والأطباء من أجل تطوير استراتيجيات شاملة لمحاربة هذا السرطان الخطير وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة للمرضى المصابين به.
