في عملية احتيال إلكتروني متطورة، نجحت جماعة قرصنة مشتبه في صلتها بإيران في إغراء عدد من نجوم الفن الإسرائيليين ولاعبي كرة القدم بفرصة المشاركة في فيلم سينمائي جديد من إخراج مشهور. تم طلب من الضحايا إرسال مقاطع فيديو تمثيلية مع معلومات حساسة مثل بطاقات الهوية وجوازات السفر وعناوين السكن.
**media[2583559]**
صادرت القيادة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل بيانًا اليوم، الجمعة، حذرت فيه من تلقي بعض الضحايا رسائل تهديد تستند إلى البيانات المُستخدمة، مما يشير إلى تهديد بحملة تجسس أو ابتزاز قد تكون وشيكة. ووفقًا للبيان الرسمي، تلقى العديد من نجوم الفن الإسرائيليين رسائل بريد إلكتروني مقلدة تدعي أنها من شركة إنتاج سينمائي تبحث عن ممثلين لمشروع سينمائي ضخم.
اتهامات مباشرة لإيران
ونقلت وسائل إعلام عبرية، نقلا عن مصادر في القيادة السيبرانية، أن الرسائل كانت مقنعة للغاية باستخدام أسماء مخرجين معروفين وتفاصيل تظهر حقيقية، مما دفع العديد إلى الرد دون أدنى شك. وأشارت المصادر إلى أن عددًا من لاعبي كرة القدم سقطوا في الفخ أيضًا، حيث تم طلب معلومات مشابهة تحت مظلة "فرصة إعلانية" مرتبطة بالفيلم.
ووفقًا لقناة 12 العبرية، تم تعميم العملية على جهات إيرانية، في إطار تصاعد التوترات السيبرانية بين الدولتين. وبعد التحقيقات الأولية تم اكتشاف الحملة، وأبلغ بعض الضحايا السلطات عن الرسائل المشبوهة. ونصحت القيادة السيبرانية الجميع بالتحقق من مصادر العروض الوظيفية وتجنب مشاركة معلومات حساسة عبر الإنترنت، محذرة من استمرار هذه الحملات.
صراع سيبراني مُستمر
شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في الحروب السيبرانية بين إسرائيل وإيران، حيث تستخدم طهران مجموعات قرصنة مدعومة من الحكومة لاستهداف أفراد ومؤسسات إسرائيلية بهدف التجسس أو الابتزاز أو التسبب بضرر اقتصادي. ومنذ بداية التوترات في 2023، سجلت إسرائيل العديد من الحملات الإيرانية، بما في ذلك هجمات صيد تستهدف الصحفيين والخبراء التقنيين والشخصيات العامة.
وفي يونيو الماضي، أشارت شركة تشيك بوينت للأمن السيبراني إلى أن جماعة "Educated Manticore" المعروفة بـAPT35 (أو Charming Kitten)، نفذت هجمات صيد تُستخدم دعوات اجتماعات مزيفة عبر البريد الإلكتروني وواتساب، استهدفت خبراء تكنولوجيا إسرائيليين.
زيادة بنسبة 120% في الهجمات السيبرانية الإيرانية
تُعد الحملة الأخيرة جزءًا من نمط أوسع، حيث يستفيد القراصنة الإيرانيون من الذكاء الاصطناعي لصياغة رسائل مقنعة، كما في حملة سابقة في مايو الماضي حيث قدَّموا نفسهم على أنهم وكالة عارضات أزياء لجمع البيانات. وتشير التقارير العبرية إلى زيادة بنسبة 120% في الهجمات الإيرانية في عام 2025، مع التركيز على سرقة البيانات الشخصية للابتزاز أو الاستخبارات.
وتحذر السلطات الإسرائيلية بالتعاون مع الجهات الأمنية الأمريكية مثل CISA وFBI من أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى تسريبات أو هجمات مدمرة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الدائمة. ورغم التحذيرات السابقة، فإن قطاعي الترفيه والرياضة ما زالا عرضة لمثل هذه الحيل، حيث يُظهر الضحايا استعدادًا للفرص المهنية دون شك في نوايا المحتالين.
