انتعشت أسعار اثنين من العناصر الأرضية النادرة التي تستخدم في صناعة المغناطيسات القوية، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عامين. وذلك بعد أن أوقفت إحدى شركات التعدين الأمريكية تصدير المواد الخام إلى الصين، أكبر منتج للمغناطيسات في العالم، مما أدى إلى زيادة الطلب بشكل كبير.
تسيطر الصين حاليًا على سلسلة الإمداد العالمية للمعادن الأرضية النادرة، حيث تمثل نسبة كبيرة من عمليات التكرير والإنتاج. ولكن في الوقت نفسه، شهدت الولايات المتحدة تراجعًا في هذا القطاع، وقامت بتوقيع اتفاقية مع أحد أكبر منتجيها في شهر يوليو الماضي بهدف تعزيز التصنيع المحلي.
شهدت أسعار عنصري النيوديميوم والبروبيلين، التي يتم اعتبارهما مؤشرًا رئيسيًا في سوق المعادن الأرضية، ارتفاعًا كبيرًا في الصين، حيث وصل سعر الطن المتري إلى مستويات لم تتحقق منذ مارس 2023. وهذا بعد أن كان السعر متواضعًا في شهر يوليو الماضي.
من المتوقع أن يعزز هذا الارتفاع فرص استثمارات مشاريع التعدين خارج الصين بنسبة تزيد عن 40%، وذلك بعد سنوات من الركود في هذا القطاع. وتأتي هذه التحركات في سياق سعي العديد من الدول الغربية لتقليل اعتمادها على الصين في هذا الجانب.
ويأتي زيادة الإنتاج المحلي للمعادن النادرة في الغرب بعد فرض الصين قيودًا على تصديرها في إطار الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. مما أدى إلى إغلاق بعض مصانع السيارات بسبب نقص المواد الخام.
وأشار محللون إلى أن إمدادات الولايات المتحدة من المعادن النادرة إلى الصين قلصت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، ووصلت إلى الصفر في يونيو الماضي قبل أن تعود للارتفاع في الشهر التالي.
وفي سياق آخر، ازدادت صادرات الصين من المعادن النادرة إلى أعلى مستوى لها خلال ستة أشهر في شهر يوليو، بعد أن قررت بكين تخفيف القيود على التصدير والتوقيع على صفقات مهمة مع الولايات المتحدة وأوروبا.
