حقنة الخلايا الجذعية.. أمل جديد لعلاج الصمم الشديد

في خطوة ملهمة ومبهرة، تستعد الإمارات العربية المتحدة للقيام بتجربة سريرية رائدة على مستوى العالم تستهدف علاجًا جديدًا يمكن أن يحدّ من الاعتماد على أجهزة السمع لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من فقدان حاد في السمع.
بحسب إفادات موثقة، تهدف تلك العلاجات الجديدة التي تم تطويرها بواسطة شركة مبتكرة تبعث الأمل، إلى استخدام تقنيات حديثة تعتمد على الخلايا الجذعية لإصلاح الأعصاب السمعية المتضررة، مما يرسم آفاقًا واعدة لملايين الأفراد الذين يواجهون صعوبات نتيجة لفقدان السمع الناتج عن العوامل المتنوعة مثل التقدم في السن، الوراثة، والإصابات.
من المتوقع أن تشمل التجربة الرائدة، التي ستندرج ضمن إطار الخدمات الصحية الرسمية، عددًا من المرضى الذين يخضعون لعملية زراعة خاصة بقوقعة الأذن الداخلية. يُشير الخطط إلى إجراء حقن للخلايا الجذعية، المعروفة باسم "خلايا الأعصاب السمعية الجذرية"، في المنطقة المعنية بين الأذن الداخلية والدماغ.
تتميز هذه الخلايا، التي تتم تربيتها واستزراعها في المختبرات المتخصصة، بقدرتها على التحول إلى خلايا عصبية سمعية ناضجة تكون قادرة على نقل الإشارات الصوتية بفعالية إلى الدماغ، بهدف استبدال الخلايا التالفة التي لا تصلح بشكل طبيعي حاليًا.
إن تقديمات التجارب على الحيوانات قد وضحت نتائج مشجعة، إذ برز تحسن ملموس في السمع من دون تداعيات جانبية خطيرة.
يعلق البروفيسور البارز في مجال الطب، دوغ هارتلي، الذي يشغل منصب استشاري طب الأذن في جامعة مرموث، على أهمية البرمجة المسبقة لتلك الخلايا المستخدمة لضمان تطوّرها في الاتجاه الصحيح نحو خلايا عصبية سمعية خالصة، وهذا ما يقلل من مخاطر تحولها إلى خلايا غير مشروعة والتي تُعد تحديًا شائعًا في عمليات العلاجات التقليدية بالخلايا الجذعية.
من المتوقع أن يتم الكشف عن النتائج الأولية لهذه التجربة الرائدة بحلول العام 2027، مع فرصة لتوسيع نطاق العلاج ليشمل حالات فقدان السمع الطفيفة إلى المتوسطة في المستقبل.
وعلى الرغم من التفاؤل المُحموم الذي يُحاط بهذه الأبحاث الطبية المبشّرة، يوصي البروفيسور المختص في الأمراض المتعلقة بالأذن والحنجرة، نيش ميهتا، بتوخي الحذر من آثار فتح الأذن الداخلية لأغراض الحقن، نظرًا لاحتمال تأثير ذلك على خلايا الشعر السليمة المتبقية وبالتالي خسارة القدرة السمعية الباقية لدى الفرد.
ومن الناحية الأخرى، يتحدث البروفيسور كيفن مونرو، أستاذ طب الأذن في جامعة مانشستر، عن التحديات التي تعترض تحديد سبب فقدان السمع إذا كان ناتجًا عن تلف في الأعصاب أم في خلايا الشعر الموجودة بالقوقعة.
بشكل عام، يعتبر فقدان السمع الحاد ظاهرة تؤثر على ما يقارب 1.2 مليون فرد في الإمارات العربية المتحدة، حيث يعتمد حوالي 12,000 شخص على جهاز القوقعة بتكلفة تقدر بنحو 20,000 درهم إماراتي لكل جهاز.
مع كل الجهود المبذولة في تزويد المرضى بأجهزة السمع، إلا أن معظم تلك التقنيات لا تعمل على معالجة جذر المشكلة وغالبًا ما تصاحبها تأثيرات سلبية مثل الضوضاء الخلفية. إذا تحققت النتائج المتوقعة، قد تمثل هذه التجارب الطبية الرائدة نقلة نوعية في عالم علاج فقدان السمع الناجم عن تلف الأعصاب، مما يحسن نوعية حياة العديد من الأفراد ويمنحهم آفاقًا جديدة تحقق بذلك طلبات العديد من المتضررين.