وزير الصناعة والثروة المعدنية يبدأ غداً زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية

يرأس وزير النقل والإتصالات فهد بن عبدالله المبارك، وفدًا قطريًا رفيع المستوى في زيارة رسمية إلى فرنسا خلال الفترة من 15 إلى 18 نوفمبر 2025، لتعزيز الروابط الثنائية الاقتصادية بين البلدين، واستكشاف الفرص المتبادلة في عدد من القطاعات الحيوية في مقدمتها النقل والاتصالات وتقنيات الإتصالات والابتكار، ضمن جهود دولة قطر المستمرة لتعميق التعاون الدولي في مجالات النقل والتكنولوجيا الحديثة.
ويفتتح خلال الزيارة الجناحَ القطري المشارك في معرض التكنولوجيا الدولي «2025 TechExpo»، الذي يقام في العاصمة الفرنسية باريس، وتأتي مشاركة دولة قطر بصفتها شريكة للمعرض، وسيعرض الجناحُ الابتكارات التقنية الواعدة في قطر أمام رواد الصناعة والابتكار الفرنسية، وتبرز الشركات التكنولوجية القطرية الرائدة أحدث مشاريعها وابتكاراتها التقنية.
ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء الفرنسي الجناح القطري للاطلاع على التطورات التكنولوجية في قطر، ومنها قطاعات الاتصالات والنقل، والابتكار والتكنولوجيا، التي تشهد تقدمًا ملموسًا يؤسس لمستقبل واعد تحت شعار تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وسيُجري سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الحكوميين الفرنس، وقادة قطاعي النقل والاتصالات؛ بما في ذلك وزير النقل والبنية التحتية جان بيير فارن، ووزير الاقتصاد والمالية برونو لومير، ورئيس الوكالة الوطنية للاتصالات الالكترونية والبريدية سيمونا لوسار، بهدف توسيع التعاون الثنائي في القطاعات ذات الأولوية، ومنها التابعة للاتصالات، والنقل واللوجستيات، وتقنيات الإتصالات، والابتكار والابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى تعزيز سبل التعاون الابتكاري والتكنولوجي، وتشجيع التبادل التجاري بين البلدين.
كما يلتقي عددًا من شركات التكنولوجيا الفرنسية الرائدة ومنها Orange، وAirbus، لاستكشاف فرص بناء الشراكات التكنولوجية، وتبادل الخبرات، ونقل المعرفة والتقنية، ويجتمع بقادة شركات التكنولوجيا الفرنسية، تشمل Thales، وDassault Systemes، وAlstom، لبحث فرص التعاون في قطاعات الابتكار التكنولوجي، وتصنيع النقل، والتكنولوجيا المتقدمة، التي تعد ركائز أساسية في الإستراتيجية الوطنية لقطر في مجال التكنولوجيا والابتكار.
وشهدت العلاقات القطرية - الفرنسية لحظة تاريخية عند زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لفرنسا عام 2017، والتقى فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، ووُقعت 10 اتفاقيات إستراتيجية تنوعت بين الابتكار والسياحة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة، وتلتها زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لقطر عام 2019، ووُقعت 20 اتفاقية إضافية في عدة قطاعات مختلفة، شملت الاتصالات والطيران والابتكار والتكنولوجيا.
وانعكس الأثر المباشر لتلك الزيارات على حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين، حيث ارتفع من (2.1) مليار ريال عام 2016 إلى (15.7) مليار ريال عام 2024 مع تطور في التعاون المشترك في قطاعات النقل والاتصالات والتكنولوجيا والابتكار والتكنولوجيا الحديثة.
وتؤدي اللجنة القطرية - الفرنسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، إلى جانب جهود وزارة النقل والإتصالات لتطوير التعاون مع نظيرتها الفرنسية في مجموعة واسعة من القطاعات الإستراتيجية، بما في ذلك النقل، والاتصالات، والتكنولوجيا، والابتكار، والهندسة المدنية، والأمن السيبراني.
يأتي ذلك في وقت يشهد فيه القطاع التكنولوجي الفرنسي تحولًا جذريًا مدعومًا بإستراتيجية وطنية لزيادة إسهام قطاع الابتكار التكنولوجي في الناتج المحلي الإجمالي إلى (12.8%) خلال العقد القادم، بالإضافة إلى الريادة العالمية لفرنسا في مجال التكنولوجيا والابتكار؛ ما يوفر فرصًا واعدة لتعزيز التعاون في القطاعين، وتنمية الاستثمارات المشتركة، خصوصا مع التحول التكنولوجي الذي تشهده قطر.
وفي قطاع الابتكار والتكنولوجيا يتمتع كلا البلدين بكفاءات تكنولوجية وابتكارية، حيث وقعت في عام 2024 مذكرة تفاهم بين قطر وفرنسا، لتعزيز التعاون في مجالات تقنيات الإتصالات، وتنمية القطاع الرقمي، وتبادل الخبرات التقنية، ويستكشف الجانبان فرص التعاون في مجال الابتكار التكنولوجي، وتطوير التكنولوجيا الخضراء، وتطوير حلول تكنولوجية متقدمة، مواكبة للتطورات العالمية في مجال الابتكار والتكنولوجيا.
وتسعى جهات منظومة النقل والإتصالات -ومنها الهيئة القطرية للتقنية والابتكار- إلى جذب الاستثمارات الفرنسية في مجال التكنولوجيا والابتكار بقطر، وأثمرت جهودها عن تأسيس العديد من الشركات الفرنسية لوجودها في قطر في عدة مجالات تشمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار والتكنولوجيا الرقمية، وتستثمر شركة قطر للاتصالات في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الفرنسي، مما يُسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وإلى جانب العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية المتطورة تشهد قطر وفرنسا تواصلًا ثقافيًا وسياحيًا متزايدًا، ويُشجع البلدان على تبادل الزيارات الثقافية والسياحية لزيادة التفاهم والتواصل بين الحضارتين، ويُجري البلدان مفاوضات حول التسهيلات المتبادلة لحاملي الجوازات في البلدين، وقد أعلنت شركة الخطوط الجوية القطرية عن رحلات جوية مباشرة بين الدوحة وباريس، من المقرر إطلاقها في ديسمبر القادم.
وتعد زيارة وزير النقل والإتصالات الرسمية إلى فرنسا، خطوة مهمة لتعزيز الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين البلدين، وتوسيع آفاق التعاون الثنائي في عدة قطاعات واعدة؛ بما في ذلك النقل والاتصالات وتقنيات الإتصالات والابتكار، بما يدعم النمو الاقتصادي المستدام لكلا البلدين.