في ولاية تكساس العريقة، واحدة من الولايات الأمريكية الكبرى، شهدت المنطقة واقعة مروعة من الفيضانات التي أسفرت عن خسائر فادحة للأرواح، حيث راح ضحيتها أكثر من 50 شخصًا، بينهم 15 طفلًا، نتيجة ارتفاع منسوب نهر غوادالوبي بشكل مفاجئ بما يزيد عن 30 قدمًا عن مستواه الطبيعي.
تأتي هذه الكارثة الطبيعية الجماعية بعد سقوط أمطار غزيرة تجاوزت الـ 10 بوصات خلال ساعات قليلة، مما أدى إلى تسارع ارتفاع منسوب النهر بشكل هائل خلال ساعتين فقط، مما تسبب في دمار هائل وتشتيت العائلات ودمر معسكرًا صيفيًا للأطفال.
**media[2549819]**
عمدة مقاطعة كير، لاري ليثا، أكد أن جهود البحث والإنقاذ لا تزال مستمرة بمساعدة أكثر من 400 فرد و14 مروحية و12 طائرة مسيرة، حيث تم إنقاذ نحو 850 شخصًا، منهم 167 بواسطة المروحيات، في عمليات إنقاذ بطابع بطولي.
**media[2549820]**
تعرضت وزارة الأمن الداخلي في تكساس لانتقادات حادة بسبب تأخر التحذيرات من الفيضانات المفاجئة، حيث لم يتم إبلاغ السكان إلا في الساعة 1:18 ظهرًا يوم 3 يوليو، وهذا ما أثار جدلًا واسعًا.
**media[2549822]**
وخلال مؤتمر صحفي عُقد يوم السبت، أثار تأخر التحذيرات من الكارثة انتقادات لاذعة لوزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، التي وجّهت اللوم لنظام قديم، وأعلنت عن جهود تحديثه لخدمة المواطنين بشكل أفضل.
وفي سياق متصل، حذر خبير الأرصاد الجوية جون موراليس من تداعيات تخفيضات التمويل على القدرة على التنبؤ بالعواصف وتتبعها، وأشار إلى تدهور جودة التنبؤات الجوية نتيجة لنقص التمويل.
**media[2549823]**
ومع تواصل جهود الإنقاذ في ولاية تكساس، يستمر الحاكم غريغ أبوت في التعهد ببذل كل الجهود للبحث عن الناجين، حيث قدّم طلبًا للمساعدات الفيدرالية لدعم الولاية في هذه الأوقات الصعبة.
**media[2549824]**
تظل المخاوف قائمة من احتمال انهيار بحيرة ليندون بي. جونسون بالقرب من أوستن، مع تدفق نهر بسرعة فائقة، في حين يتواصل تساقط الأمطار الغزيرة ما يزيد من حدة التحذيرات من الفيضانات في المنطقة.
يذكر أن تكساس تعرضت في الماضي لفيضانات مشابهة، من بينها فيضان نهر غوادالوبي عام 1987، والذي أسفر عن وفاة عدد من الأشخاص وتدمير ممتلكات عديدة، مما يبرز أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ الطبيعية.
وبهذا السياق، يستمر العمل الجاد والتضامن في تكساس من أجل مواجهة الصعوبات وإنقاذ الأرواح المحتاجة، على أمل أن تتلاشى هذه الكوارث تدريجيًا وتعود الحياة إلى طبيعتها في قريبًا.