أطلقت الجهات اليابانية، توجيهات لإجلاء سكان جزيرة أكوسيكي في مجموعة جزر توكارا جنوب غرب اليابان، بسبب تأثر المنطقة بزلزال قوي بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر، يوم الخميس، في ظل تسلسل زلازل فاق عددها الألف هزة زلزالية، منذ 21 يونيو.
ارتفعت قوة الزلزال إلى الدرجة 6 في مقياس الزلازل الياباني (شيندو)، مما دفع المقيمين إلى إجراء إجلاء احترازي إلى ملعب مدرسة الجزيرة، وأفادت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية أن الزلزال الذي ضرب المنطقة كان على عمق 20 كيلومترًا تحت سطح الأرض قبالة سواحل جزر توكارا.
لم يُصدر تحذير من احتمال حدوث تسونامي، ولم ترد أي تقارير عن خسائر كبيرة أو إصابات حتى الآن، لكن تسارع وتيرة الزلازل المتتالية أثارت قلقاً بالغًا، إذ وصل عدد الزلازل المسجلة منذ بداية النشاط الزلزالي إلى 1031 هزة، وهو رقم قياسي لم يُسجل منذ 1995.
أعلن رئيس بلدية قرية توشيما، كوبو جينيتشيرو، بدء عمليات الإجلاء صباح يوم الجمعة، حيث غادر 13 شخصًا من سكان الجزيرة، بمن فيهم أطفال ومسنون، على متن عبّارة تديرها القرية من ميناء نازي في جزيرة أمامي أوشيما، متجهين إلى ميناء كاجوشيما، ومن المقرر إيواؤهم في مرافق إقامة مؤقتة.
أصحب مسؤولو القرية أن المزيد من السكان قد يتبعون، حيث لم يتمكن البعض من التقديم للإجلاء في الوقت المناسب، وعبّر أحد سكان جزيرة أكوسيكي عن صدمته من شدة الزلزال، مشيرًا إلى الاهتزازات المستمرة لمدة طويلة، داعيًا العديد من السكان إلى التجمع في مركز إجلاء محلي.
حذر آيتاكا إيبيتا، مدير قسم رصد الزلازل والتسونامي في هيئة الأرصاد الجوية، من خطر انهيار المنازل وانهيارات الأرض في المناطق التي تعرضت لهزات قوية، داعيًا السكان إلى التأهب لزلازل محتملة في المستقبل القريب.
تقع جزيرة توكارا، التي تتضمن أكوسيكي، جنوب جزيرة كيوشو الرئيسية، وتشكل جزءًا من منطقة "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهي منطقة عالية النشاط الزلزالي نتيجة لاصطدام عدة صفائح تكتونية، حيث تشهد اليابان، التي يبلغ سكانها حوالي 125 مليون نسمة، نحو 1500 زلزال سنويًا، وتعتبر واحدة من أكثر دول العالم تعرضًا للزلازل، حيث تمثل حوالي 18٪ من الزلازل العالمية.
شهدت المنطقة أحداث زلزالية مدمرة في السابق، مثل الزلزال الذي وقع عام 2011 بشدة 9 درجات، الذي أدى إلى تسونامي مدمر أودى باحتضار أو فقدان 18500 شخص، وأحدث كارثة نووية في فوكوشيما، بالإضافة إلى إثارة سلسلة الهزات الأخيرة مخاوف من حدوث زلزال كبير في حوض نانكاي.
