الدراما تتجه نحو تقديم مسلسل جديد يستعيد تاريخ أحد أبرز المفكرين المثيرين للجدل في الوطن العربي، الدكتور مصطفى محمود. تقوم المنتجة مها سليم بالتحضير لعمل درامي مثير سيعرض في شهر رمضان من عام 2026، حيث يعكف على تجهيز العمل المقرر بدء تصويره في بداية العام القادم، بعد الانتهاء من النسخة النهائية والنص الكامل للعمل، الذي لا يزال في مرحلة اختيار أبطاله ومخرجه.
هذه الخطوة تجسد تجارب مماثلة سابقة في مجال الدراما السيرية التي تحمل أبعاداً ثقافية منها مسلسلات أم كلثوم، الإمام الشعراوي، وعبدالحليم حافظ، التي حققت نجاحاً متبايناً بين الشعبية والرمزية.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه أيضاً: هل ستنجح دراما مصطفى محمود في جذب الجمهور نفسه؟ إذ إن الرجل لم يكن مغنيًا أو فقيهًا تقليديًا أو رمزًا شعبيًا، بل كان مفكرًا مثيرًا خاض صراعات نفسية واجتماعية معقدة، وتنقل بين الفلسفة والعلم والدين، وكُتب في مجالات متصارعة تتطلب خلفية معرفية عالية لفهمها.
هنا واقع التحدي الدرامي، فكيف يمكن تحويل سرد فكري وفلسفي، مثل "رحلتي من الشك إلى الإيمان"، إلى قصة تجذب الجمهور المتعود على الإثارة والصراع السريع؟ وهل يمكن للنص والإخراج أن يعكسا التحوّلات الفكرية المعقدة لمصطفى محمود بدون أن يتسببا في التبسيط غير الموفق؟
المسلسل يمثل فرصة لتقديم دراما فكرية نادرة، إلا أنه في الوقت نفسه يمثل تحدٍ فنيًا لا يتحمل التردد أو الخطأ.