تحذيرات متزايدة تطلقها الصحف العالمية حول التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، حيث بدأ النزاع الحدودي بينهما يتسارع في خطى خطيرة. تعرضت المواقع العسكرية في البلدين لهجمات مباغتة، تبعتها عمليات قصف وغارات عنيفة على جانبي الحدود، وفقًا لتقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
كلا الطرفين يتبادلان الاتهامات، حاملين المسؤولية لبعضهما البعض في تصاعد الصراع العسكري. وسط هذا السياق، ظهرت بعض الجهود من قبل دول أخرى مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران، للتوسط وتهدئة الأوضاع التي تزداد تأزمًا، وفقًا لما نقلته الصحيفة الأمريكية.
تصاعدت الاشتباكات يوم الأربعاء، بعد هجمات شنتها الهند على مواقع في الأراضي الباكستانية، ردًا على حادثة قتل 26 سائحًا في بلدة بهلغام بالشطر الهندي من كشمير، اتهمت نيودلهي فيها مسلحين قيل إنهم قادوا من باكستان، الأمر الذي نفته إسلام آباد.
الاهتمام الدولي بالصراع بات واضحًا، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزيرها تحدث مع قادة البلدين، مشددًا على أهمية التهدئة الفورية للوضع. وتمت عقد اجتماعات دبلوماسية بين السعودية وإيران في العاصمتين الهندية والباكستانية، بهدف إعادة فتح قنوات الاتصال بين الطرفين، وفقًا لتقديمات الصحيفة.
هناك تقارير عن محاولات باكستانية لاستهداف أهداف عسكرية هندية بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ، التي تمكنت الهند من صدها وردت عليها بأعتى الضربات. وفي موازاة ذلك، اتهمت إسلام آباد الهند بمواصلة انتهاكاتها، وادعت إسقاط أكثر من 20 طائرة هندية مسيرة عبر المجال الجوي الباكستاني.
رغم تصريحات الطرفين بعدم الرغبة في تصعيد النزاع، تظهر الأحداث على الأرض عكس ذلك، حيث لا تزال الدولتان النوويتان مستعدتين لمواصلة التوتر الذي اندلع قبل أيام. فالصراع طال مدينة جامو بكشمير، والتي شهدت انقطاعًا في التيار الكهربائي وسماع لأصوات الانفجارات، بالإضافة إلى تحليق القذائف والطائرات المسيرة في سماء المدينة، على ما ذكر شهود العيان.
تاريخ النزاع بين الهند وباكستان يعود لانفصالهما عن بعضهما البعض بعد انتهاء حكم الاستعمار البريطاني عام 1947. وكانت الجارتان قد خاضتا حروبًا عدة من أجل السيطرة على إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه بينهما في جبال الهيمالايا.
تقول التقارير إن الهند استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الباكستانية كإشارة إلى أن أنظمتها الخاصة ربما تكون تعرضت لأضرار، أو أنها تبحث عن فرصة لتعزيز تفوّقها. ومن جانبهم، يشير مراقبون إلى أن الهند قد تريد المزيد من الجهد من باكستان للتصدي للإرهاب، من خلال هذه الضربات المكثفة.