في ليلة من ليالي الفن والإبداع، احتفلت دار الأوبرا المصرية بالقاهرة بحفل غنائي مميز، تكريماً للفنان الكبير محمد عبده، ولذكرى الشاعر الكبير الراحل الأمير بدر بن عبدالمحسن. وقد أقيم هذا الحفل المميز يوم الجمعة الثاني من مايو 2025.
تميز الحفل بأداء محمد عبده لثماني أغاني جديدة، كُتبت بعناية من قبل الشاعر الكبير الراحل، ولحّنت بمهارة من قبل الموسيقار طلال. تجسدت في هذا التعاون الرائع أروع مظاهر الوفاء لهذا الشاعر الكبير الذي صنع تاريخاً مشرقاً في عالم الأغنية العربية بكلماته وإحساسه.
من بين الأغاني الجديدة التي قدّمها محمد عبده في هذا الحفل الاستثنائي، كانت قصيدة «اكتب لها حرف»، التي جاء فيها:
«اكتب لها حرف وانطق على حرف
فوق الحروق دمعي ورمسي على الطرف...»
تميزت هذه القصيدة بعباراتها الشاعرية التي تعبر عن الشغف والوجع، وتجسد ولاء الأمير بدر للحرف وللفن حتى آخر نفس له.
كما أبدع محمد عبده في أغنية «أحبك»، التي تنبض بشغف الحب والحنين:
«أحبك.. آه أنا باليت قلبي.. شعلة من نور
كريم مثل شوق النظرة اللي تسكن أهدافك...»
تجسدت في هذه الأغنية جمالية الحب عند الشاعر الكبير، وكيف كان الحب بالنسبة له وطناً لا يغيب عن قلبه.
وفي قصيدة «وين تبدا هالمدينة»، عبر الأمير بدر عن رحلة البحث الدائمة عن السلام والحنان، قائلاً:
«ودي أنزع من أصابعها الخواتم
قبل لا أسلم عليها
ودي تجمعني بها لحظة حميمة...»
تميزت هذه القصيدة بصورتها الفاتنة للمدينة التي تحمل ذكريات الأحبة وأجمل اللحظات.
وفي قصيدة «الشفَق»، انعكس الشجن والحزن العميق من خلال كلماتها العميقة:
«أول اليوم علقت الشفق... وآخر اليوم علقتي شفق
وأنا بين التلاقي والفراق...»
كما تميزت أغنية «يا صاحبي طالت علي المسافة» بتعبيرها العميق عن الصبر والشوق، وعن الألم الذي يصاحب الغياب والانتظار.
وفي قصيدة «قالت قصيدك ليل»، انعكس حزن الشاعر بدر بن عبدالمحسن عبر كلماته التي تتناغم مع بكاء السماء:
«قالت قصيدك ليل.. سود معانيه
رواية بالدمع ... وامداده سدم...»
وعبر أغنية «أحد سأل عني»، أظهرت عمق الشاعر وإنسانيته، وكيف يمكن تجاوز قسوة الغياب والنسيان بكلماته التعبيرية.
وفي ختام الحفل، أثيرت العديد من القصائد الرائعة التي أبدعها الأمير بدر بن عبدالمحسن، مؤكدة على أنه كان شاعر التفاصيل وكاتب القلوب، الذي لا تفلح الكلمات في وصف جمال إبداعه.
فعلى هذا النحو، جسدت هذه الليلة البهيجة تجديد الوفاء والاحترام للأمير الشاعر بدر، وكذلك تكريماً لجيل من الفنانين والجمهور تأثروا بعطاءاته الفنية الخالدة وأحلامه السامية.