أثارت المباحثات الدبلوماسية الأمريكية-الروسية المنتظرة في السعودية، بهدف حل الأزمة الحالية في أوكرانيا، جدلًا واسعًا في أروقة السياسة العالمية. وقد شهدت هذه الجهود تصريحًا من كبار المسؤولين الأمريكيين يستبعد دور الاتحاد الأوروبي في هذه المحادثات.
ويُعتبر تأكيد حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الاجتماعات التي تلت هذه المحادثات، نجاحًا جديدًا للدبلوماسية السعودية على الساحة الدولية.
ووفقًا لمعلومات نقلتها صحيفة "نيويورك بوست"، من المتوقع أن يتوجه كبار المسؤولين الأمريكيين مثل مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى المملكة العربية السعودية خلال هذا الأسبوع لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الروس. وأعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في تصريح الليلة الماضية، عدم تلقيه دعوة لحضور محادثات الرياض بين الولايات المتحدة وروسيا. وأبدى قادة الاتحاد الأوروبي استياءهم من استبعاد إدارة ترمب لهم من هذه المحادثات، وقرروا عقد قمة طارئة في باريس اليوم لبحث السبل المتاحة أمامهم.
وأشار نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ، إلى عزم إدارة ترمب على تحقيق سلام دائم في أوروبا، فيما ترجح وسائل إعلام دولية عقد قمة بين ترمب وبوتين نهاية فبراير الحالي.
وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالًا هاتفيًا بنظيره الروسي سيرجي لافروف، في حين أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن الحديث عن السلام بدلاً من الحرب جاء نتيجة لهذه الاتصالات، مُشيرًا إلى استعداد الطرفين للحوار.
ومن المزمع أن يشارك رئيس الوزراء البريطاني سير كير ستارمر في القمة الأوروبية الطارئة في باريس، لبحث سبل التعامل مع قرار الولايات المتحدة باستبعاد الاتحاد الأوروبي من محادثات تحقيق السلام في أوكرانيا.
وفي تطور آخر، أعلن زيلينسكي في ميونيخ أن أوكرانيا لن تتعامل مع روسيا دون التشاور مع شركائها الاستراتيجيين، مشيرًا إلى زيارته المرتقبة للسعودية والإمارات وتركيا، معلنًا عدم استعداده للقاء مسؤولين روسيين أو أمريكيين. لكن عضو مجلس النواب الأمريكي مايكل مكول أكد أن قمة الرياض ستجمع بين ترمب وبوتين وزيلينسكي.