لم يعد للكلام بقيّة

في نهاية جلسة شاي دافئ في منتزه الورود الجميل، وبين ورود ملونة تنثر عبقها الزكي في الهواء، وعندما غادرت السيدة الواثقة واللطيفة المقهى، أدركت أن الزمن يمضي بسرعة نحو نهايته.
لقد جاءت عبارة نابعة من تجربة حياة تقول: "لا أظن أننا كنا نفكر بمآل هذه الأشياء في النهاية." هل تفكرون معي في ذلك؟
في عصرنا الحديث، يتنامى عدد السلع التي نقتنيها بضغطة زر، ثم تبقى محاولاتنا للتخلص منها أو تخزينها في مكان ما، أو حتى منحها للآخرين. بعض الشركات باتت تتبع سياسات جديدة للتخلص من هذا التكديس الزائد، فتقوم بعرض السلع بالكيلو في متاجرها. يُفتح الباب أمام المشترين لاختيار سلعهم ودفع الثمن حسب وزنها.
كما في رواية "الجزيرة الأخيرة"، التي تأخذنا في رحلة من السعادة والسلام إلى الحزن والوداع، حيث تبقى هجرة النوارس وثعالب الذكريات في ذاكرتنا.
كأن نهاية كل قصة حب لا تخلو من لوحة حزينة، وتأتي الشاعرة لتقول لنا: "لا أريد من الحب غير البداية."
وفي النهاية، نجد أنفسنا كالكنيسة الرائعة (ساغرادا فاميليا) في برشلونة، رغم عدم اكتمالنا، إلا أننا نظن بأننا لسنا جاهزين للفصل الأخير من حياتنا.
لذا، فلنعيش كل لحظة بكل تفاصيلها الساحرة، ونتقبل النهايات كجزء لا يتجزأ من رحلتنا القصيرة في هذا العالم الجميل.