طلٌعت جملة التقرير الجديد الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة على أن إنتاج النفط والغاز في العالم يواجه خطر الانخفاض بوتيرة متسارعة، مما يهدد الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية ويعرض أمن الإمدادات للخطر.
وفي ظل تلك التحديات، دعا التقرير إلى ضرورة تواصل الاستثمار في حقول النفط والغاز الحالية، حيث يُشير إلى أنه من المهم جدًا الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية لتفادي أزمة إمدادات قد تكون وشيكة، إذ قد يفقد العالم حجمًا من الإنتاج يعادل ما تنتجه البرازيل والنرويج مجتمعة كل عام إذا لم تستمر الاستثمارات بالوتيرة الحالية.
وفي سياق آخر، أشار التقرير إلى زيادة الاعتماد على مصادر النفط الصخري والموارد البحرية العميقة، مما يجعل تحقيق استقرار في إنتاجية النفط أمرًا صعبًا.
وبجانب ذلك، استعرض التقرير حقيقة أن نسبة كبيرة من الاستثمارات في قطاع النفط تُستخدم لتعزيز الإنتاج المتراجع وليس لتلبية الطلب المتزايد، الأمر الذي يستدعي تحركًا سريعًا لضمان توازن سوق الطاقة وأمن الإمدادات وللمساهمة في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة.
تسارع وتيرة الانخفاض
وبناءً على التحاليل الشاملة التي شملت أكثر من 15 ألف حقل نفطي وغازي، أظهر التقرير أن تسارع وتيرة الانخفاض الحالية يبلغ نسبة 40% أكثر مما كانت عليه في عام 2010، نتيجة للاعتماد المتزايد على إنتاج النفط الصخري، خاصة في الولايات المتحدة، حيث ينضب بسرعة مقارنة بالحقول التقليدية.
وتأتي هذه التوقعات في ظل غياب إشارات واضحة تُظهر انحسار الطلب على النفط قريبًا، مما يعني أن الحاجة إلى مواصلة الإنتاج بمستويات مرتفعة ستبقى ضرورة ملحة في قادم السنوات.
وفي تعليقه على التقرير، أكد المدير التنفيذي للوكالة على أهمية ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل قطاع النفط والغاز للتصدي لتحديات الانحدار في إنتاجية الحقول النفطية، مشيرًا إلى أنه لا بد من الحرص على الاستمرار في الإنتاج بوتيرة عالية لضمان استقرار الأسواق والحفاظ على أمن الإمدادات العالمية بشكل فعّال.