كشفت بحث جديد أن نحو ثلث حركة الإنترنت حاليا تأتي من الروبوتات، وفقًا لبيانات شركة Cloudflare. تستخدم هذه الروبوتات المتطورة التي تم تطويرها بواسطة شركات مثل OpenAI وAnthropic لجمع البيانات وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، بل وأحيانًا تتنكر كمستخدمين حقيقيين لترويج العملات الرقمية والمحتوى التجاري.
تُسمى هذه الظاهرة بـ "نظرية الإنترنت الميت" (Dead Internet Theory)، حيث كانت الشبكة العنكبوتية في الماضي مليئة بالإبداع البشري الحي، لكن اليوم، تزداد الشبكة فقدًا لهويتها البشرية تدريجيًا. تتحول الإنترنت إلى نظام يعتمد على النسخ المتكررة من المحتوى البشري، تُعاد توزيعها بواسطة الخوارزميات، مما يُقلل من تنوع الأفكار والتجارب البشرية.
لم يترك البشر الإنترنت حبح، بل الهيمنة المؤسسية للشركات الكبرى هي التي استبدلت البعد الإنساني بالبُعد الآلي، مستفيدةً من البيانات لتحقيق الأرباح. بهذه الطريقة، تحول الإنترنت من مرصد للإبداع البشري إلى نظام آلي يفتقر إلى التجربة الإنسانية، مما ينتج عنه تدهور في جودة التواصل والمحتوى.