إرث الملك جورجيو.. وصية تشعل حرب السيطرة على علامة أيقونية

في مفاجأة مفاجئة في عالم الأزياء الفاخرة، تم الكشف عن وصية المصمم الإيطالي المشهور المرحوم جورجيو أرماني، الذي غادرنا في شهر سبتمبر الماضي عن عمر يناهز 91 عامًا. كشفت الوصية عن توجيهات حاسمة للورثة بشأن بيع أسهم في دار الأزياء التي أسسها قبل نصف قرن أو إدراجها في البورصة.

وأثارت الوصية، التي كانت سرية حتى تم نشرها في الصحف الإيطالية هذا الأسبوع، منافسة شديدة بين عمالقة صناعة الرفاهية للحصول على السيطرة على إحدى أبرز رموز عالم الموضة، في زمن يشهد فيه القطاع الفاخر تباطؤًا اقتصاديًا على الصعيد العالمي.

**media[2583778]**

جورجيو أرماني: رحلة نحو النجاح

وُلد جورجيو أرماني في عام 1934 في بلدة باليرمو الإيطالية، وبدأ مسيرته في عالم الأزياء في الستينيات باعتباره مصممًا لدى متجر لا رينزوكا في ميلانو. في عام 1975، أسس شركته الخاصة أرماني بالشراكة مع صديقه سرجيو غاليوتي. وقد أطلق خطوطًا أيقونية مثل جورجيو أرماني وإمبوريو أرماني، التي غيّرت مفهوم الملابس الرجالية بتصاميمها الناعمة والمبتكرة المستوحاة من عالم السينما الهوليوودي.

تحت إشرافه، توسعت الشركة لتصبح إمبراطورية تضم الملابس، الإكسسوارات، العطور، والفنادق، محققة إيرادات بلغت 2.3 مليار يورو في السنة المالية الماضية، وتوظف أكثر من 10,000 موظف في 60 دولة. يُعرف أرماني بتمسكه بالاستقلالية الإيطالية، حيث كان دائمًا يرفض أي عروض للاستحواذ أو الطرح العام، مما جعل الشركة تظل تحت ملكيته الكاملة حتى وفاته.

تفاصيل الوصية وتحديات الورثة

تضمنت وصية الملياردير الإيطالي، التي دونت في مارس وأبريل 2025 وأودعت لدى كاتب عدل، تعليمات صارمة بخصوص مستقبل الشركة. ووفقًا للوثيقة، يجب على الورثة بيع حصة مبدئية تبلغ 15% في غضون 18 شهرًا من وفاة المصمم. ويُفضّل أن يكون المشتري شركات مثل مجموعة إل في "إم إتش"، لوريال، أو إيسيلور لوكسوتيكا، أو غيرها من الشركات ذات صلات تجارية مع أرماني.

تنص الوصية على نقل حصة إضافية تتراوح بين 30% و54.9% إلى نفس المشتري خلال ثلاث إلى خمس سنوات. وفي حال عدم نجاح هذه الصفقة، يجب السعي لإجراء طرح عام أولي في إيطاليا أو سوق مشابه، مع الحفاظ على حصة لا تقل عن 30.1% لمؤسسة جورجيو أرماني، التي أُنشئت لحماية تراث المصمم الثقافي والفني.

**media[2583779]**

الورثة: تحدّيات الحفاظ على التراث

بمنع عدم وجود أطفال لجورجيو أرماني، فإن الورثة الرئيسيين هم أخته روزانا، وابنة شقيقه سيلفانا، وابنة أخته روبيرتا، وابن شقيقه أندريا، بالإضافة إلى شريك حياته ومدير أعماله بانتاليو ديل أوركو الذي يرأس مجلس إدارة المؤسسة. تمنح الوصية المؤسسة وديل أوركو 70% من حقوق الاقتراع، الأمر الذي يضمن استمرارية السيطرة العائلية جزئيًا.

أثارت هذه التعليمات جدلا حادًا بين الورثة والإدارة، حيث يخشى البعض من فقدان الهوية الإيطالية للعلامة، في حين يرى آخرون فيها فرصة لتحقيق ربح مالي في ظل الركود الحالي في سوق الرفاهية.

**media[2583780]**

العلامات التجارية الراقية ترحب بالوصية

لم يمر وقت طويل على كشف الوصية حتى أعلنت الشركات المفضلة إعلان اهتمامها. صرح برنارد أرنو، رئيس إل في "إم إتش"، قائلًا: "يسعدنا أن يتم ذكر إل في 'إم إتش' كشريك محتمل لهذا الدار الاستثنائي، ونعد بتعزيز وجودها عالميًا في حال التعاون".

كما أعربت إيسيلور لوكسوتيكا، التي تعمل على تصنيع النظارات بالتعاون مع أرماني، عن استعدادها لدراسة الصفقة. ومن جانبها، لم تصدر لوريال تعليقًا رسميًا حتى الآن، إلا أن المصادر الصناعية تتوقع منافسة حامية، خاصة مع تقديرات قيمة الشركة بين 7 و13 مليار يورو، تشمل الفلل واليخوت والأعمال الفنية.

يُعتبر الصراع الحالي ليس مجرد خلاف عائلي، بل تحول جذري في صناعة شهدت عددًا من الاندماجات الكبيرة كصفقة إل في "إم إتش" مع تيفاني. وفي حال نجاح عملية البيع، قد يصبح أرماني جزءًا من إمبراطورية أكبر، مما سيعزز من قوته في الأسواق الناشئة مثل آسيا. وبالمقابل، قد يفتح الإدراج بابًا للاستثمارات الجديدة، ولكنه قد يعرض الشركة لضغوط المساهمين.