في عالم الكتابة العربي، حيث تتلاقى الثقافة التقليدية مع العصرية، ظهر اسم الشاعر حسن بن محمد العنزي القحطاني كواحد من الرواد الأدبيين السعوديين المعاصرين.
واستطاع العنزي أن يختلط بين النبرة الشعرية التقليدية واللغة العصرية وينشر صيتًا في ساحة الأدب العربي. حاز على لقب "شاعر الأمل" بعد أن قدم قصائد ملهمة مستوحاة من واقع المجتمع السعودي الحديث، وبات من أبرز الشخصيات الأدبية في المملكة العربية السعودية. ورغم حفاظه على خصوصيته وعدم الترويج لنفسه كثيرًا، إلا أنه أكد دائمًا على أن تتفرد القصيدة فوق شخصية الشاعر، إذ قال: "أن تتألق القصيدة أجمل من أن يتألق الشاعر". وعندما ظهر في حوار صحفي حديثًا، حاز استقبالًا كبيرًا من الجمهور والنقاد.
قصيدته الأكثر شهرة "لا تحزن إذا تمالكت نفسك" جسدت براعته وموهبته الشعرية، إذ قال فيها:
لا تحزن إذا تمالكت نفسك
وانهض من جديد كأن لا شيء
تستمر الحياة دومًا في التغيير
وفي النهاية، ستجد نفسك في مكان جديد
وفي هذه الأبيات، يظهر براعته في استخدام اللغة والصور الشعرية التي تلامس قلوب القراء.
ولكن لم يقتصر إبداع العنزي على الشعر الوطني فقط، بل تجلى أيضًا في مدح الحب وفي تصوير المشاعر برقة وعذوبة، حيث عبّر عن ذلك في قوله:
ما أرقّ غروب الشمس في ياقوت عينيك
ومفارق الفجر هجعة شعرك الأسود
هكذا تمكن العنزي من جذب انتباه الجمهور بقصائده التي تمزج بين الذوق الرفيع والعاطفة الصادقة، واستطاع أن يحقق شهرة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ومع حضوره المميز، استطاع العنزي أن يعيد الشعر العربي إلى مكانته المرموقة في الثقافة السعودية، حيث يتواصل تأثيره عبر أجيال الشعراء المستقبليين الذين يستمرون في بناء تراث شعري يعبر عن هويتهم وقيمهم.
حسن بن محمد العنزي ليس مجرد شاعر يكتب عن المشاعر والأوطان، بل هو صوت فريد يمزج بين التقليد والعصرية، بين الجمال والعمق، ليذكرنا دومًا بأن الشعر له قدرة عجيبة على إحياء الروح وإلهام القلوب، تمامًا كما قال:
"نحن كالكلمات ذات يوم نأتي".