في عصر التكنولوجيا، لم يعد الصوت يُطلق الرصاص، بل كل نقرة على جهازك الإلكتروني قد تزرع فكرة، وكل لعبة يمكن أن تكون لها أثر فكري. تعمل التنظيمات المتطرفة على استغلال الشبكة العالمية لتبث فكرها وتذوقها عبر منصات ليست من أجل ذلك الغرض أصلاً. إنها تحولت إلى ساحات للتجنيد، حيث تم تشكيلها لتعزيز أفكار متطرفة بشكل تمويهي، وتستدرج الشباب والفتيان من خلال شاشاتهم في غرفهم.
لا تقتصر هذه القنوات المعهودة على الطرق التقليدية، بل أصبحت ألعابًا وتطبيقات ومحادثات تستضيف روايات الكراهية وتعيد تشكيل فكر وسلوك جيل جديد، موجهة انفعالاته نحو "الآخر" كعدو دائم.
كشفت دراسات نفسية حديثة من جامعات عالمية ومحلية عن ارتباط مباشر بين الألعاب الإلكترونية ذات الطابع العنيف وزيادة في السلوك العدواني والانغلاق الاجتماعي بين الأطفال والمراهقين.
على الصعيد الأكاديمي، أظهرت دراسات تأثيرا سلبيا من تعرض الشباب للمحتوى العنيف على الدماغ، حيث إنها تقلل من الاستجابة العاطفية وتزيد من ميولهم للاعتداء.
التجارب الميدانية أيضا تشير إلى تأثير الألعاب العنيفة على السلوك، إذ أظهرت دراسة من جامعة أوهايو ازديادًا في الميل نحو تفسير تصرفات الآخرين كعدائية بسبب لعب ألعاب عنيفة لمدة معينة.
يُشير مركز "اعتدال" إلى خطورة تحويل الألعاب والتطبيقات الرقمية إلى قنوات تجنيد وتأثير على الأطفال والمراهقين برمجيًا على العنف ورؤية "الآخر" بوصفه عدوًا يجب محاربته.
تحث "اعتدال" على تشريعات تُحكم محتوى الألعاب والتطبيقات بناء على المضمون الأخلاقي، وتؤكد على أهمية الوعي الأسري والرقابة لتقليل انتشار كراهية "الآخر" والتطرف.
لذلك، يبدو أن التحديات الناشئة من عالم الألعاب الرقمية تفرض أهمية إعادة النظر في التأثير النفسي والاجتماعي لهذه المنصات على الشباب والمراهقين.