الحرائق الغابية تجتاح الجزائر مجددًا: هل تعود مأساة صيف 2021؟

تشتعل ألسنة اللهب مجددًا في غابات الجزائر، مثيرةً التذكير بالمأساة التي شهدتها البلاد في صيف عام 2021، حيث فقد العديد من الأشخاص حياتهم وتكبدت البلاد خسائر مادية فادحة. ورغم الجهود الوقائية والتشريعية التي اتخذتها السلطات خلال السنوات الماضية، إلا أن الحرائق لا تزال تندلع بانتظام كل صيف، مما يثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات الحكومية، وإمكانية تسبب بعض هذه الحرائق بشكل متعمد.

وأعلنت خدمات الحماية المدنية أمس عن اندلاع 18 حريقًا خلال 24 ساعة في سبع ولايات مختلفة، منها بجاية وتيزي وزو وجيجل وتلمسان والعاصمة. تمت السيطرة على 10 حرائق، في حين تبقت أربعة تحت المراقبة وأربعة أخرى ما زالت مستمرة، وسط تدمير مئات الهكتارات من النباتات البرية.

دعى الخبراء إلى اتخاذ خطط علمية وتقنية دقيقة للمناطق الغابية، تتضمن مواقع المياه وخطط الإجلاء، لضمان استجابة سريعة وتقليل حجم الكوارث.

وفي الوقت الذي يشير فيه الخبراء إلى أن النشاط البشري يظل السبب الرئيسي وراء الحرائق، سواء كان بسبب تداول الفحم أو دوافع نفسية، تجددت المناقشات حول صرامة العقوبات. وقد تشددت القوانين الجزائرية منذ عام 2021، حيث أصبحت العقوبات تتضمن السجن المؤبد أو الإعدام لأي شخص يتسبب عمدًا في حريق يودي بحياة الآخرين، بالإضافة إلى غرامات مالية وعقوبات سجنية صارمة ضد أولئك الذين يتسببون في تدمير الغابات أو الممتلكات.