تنظم الهيئة العامة للثقافة معرض «شوارع تحت السماء: مبادرة صندوق الطريق السريع»، للمصمم والفنان التشكيلي سليمان الجابري، في مركز الفن الحديث بالرياض، خلال الفترة من 12 نوفمبر الحالي حتى 12 ديسمبر المقبل.
يستعرض المعرض سلسلة لوحات فنية لفنانين عرب استعرضوا تجاربهم خلال فترة الإغلاق العام بسبب (كوفيد-19)، تضمنت أعمالًا ومشاعر تنبعث من انعزالية الربيع الاستثنائي لعام 2021م.
يعود أصل المبادرة إلى فكرة أثارها الجابري، المصمم المبدع بدار النشر «تقنية»، عندما أرسل 73 لوحة فنية مصممة يدويًا إلى فنانين عرب متفرقين في عواصم عربية متنوعة، بهدف التواصل الإبداعي مع وضعية الحجر المنزلي.
ظهرت هذه اللوحات كقراءات شخصية تعبر عن رؤى الفنانين وخبراتهم خلال تلك الفترة الاستثنائية، حيث أعادوا تصوّر الحياة والأفكار والأماني الشخصية من خلال أعمال فنية ملهمة.
سبق أن عرضت المبادرة في «معبد فينوس» بمدينة أثينا اليونانية، ثم في «متحف الفنون العربية المعاصرة» في بيروت، لتصل إلى محطتها الرابعة في المملكة، مما يجعلها تروي تجربة انسانية فارقة ومهمة في التاريخ الحديث.
يركز المعرض على تأثيرات التباطؤ الاقتصادي خلال الجائحة وآثار الانعزال والعزلة الاجتماعية، حيث فرضت ظروف الطوارئ مفهومًا جديدًا للإبعاد والتباعد، وكشفت هشاشة الوجود البشري، كأن العالم بأسره ينتظر الإفراج من ضيقة لا مفر منها.
يتضمن المعرض جلسات حوارية متعددة، تبدأ الأولى في 15 نوفمبر تحت عنوان «الثقافة البصرية للذات بين العقل والقلب» تديرها الفنانة الجابري، وتتضمن ضيوفًا من الفنانة مريم الخالدي والفنانة ريم العوض، تليها جلسة حوارية تحت عنوان «فن التقنية الرقمية والفن المعاصر» يديرها الفنان الجابري، ويشارك فيها الفنانان محمد السعيد ولميس السحيم.
يقدّم المعرض في مدخل الاستقبال فرصة مشاركة جماهيرية معرضة بدءًا من 20 ديسمبر بعنوان «اليوم أرغب في التعبير» يشارك فيها الزوار بتصميم لوحة فنية من إنتاج الفنان، في تجربة إبداعية لا تنتهي، وتختتم بنهاية مسرحية عرضية عن العمل الفني في 28 ديسمبر.
تأتي استضافة المعرض ضمن اهتمامات الهيئة العامة للثقافة في تعزيز الحوار الفني وتوسيع آفاق التعبير الفني، متماشيةً مع رؤى تنمية الفنون المحلية وتثقيف المجتمع الثقافي.
تم افتتاح المركز الفني الحديث في الرياض عام 2025م، ليكون مشهدًا للابتكار والتجديد الفني، ومنبرًا للاستكشافات الفنية الجديدة من خلال المعارض الدائمة والأنشطة التعليمية والمهرجانات الثقافية، ضمن إطار تطلعات رؤية المملكة 2035.