اللغة: سلطة تشكيل المعنى الشعري
أكد الباحث والناقد الأدبي عبد الرحمن نور على أهمية اللغة في تكوين البُعد الجمالي للنص الشعري، حيث تعتبر اللغة المركز الحيوي الذي ينطلق منه الإبداع والتعبير الشعري. تُظهر اللغة تفردها في تناول المعاني والأفكار من خلال التلاعب بالكلمات والتعبيرات المجازية والغوية، مما يمنح القصيدة بُعدًا إبداعيًا يمتع القارئ ويثري تجربته الأدبية.
وأشار نور إلى تباين دور اللغة الشعرية عن اللغة العادية، حيث تتميز اللغة الشعرية بقدرتها على توليد التأثير الجمالي والمعنوي دون الالتزام بالوضوح والصراحة التواصلية التي تتمتع بها اللغة اليومية. يعتبر المتلقي شريكًا مهمًا في عملية تفسير القصيدة واستقبال مدلولاتها، مما يجعل النص الشعري متنوع الطبقات وغني بالدلالات.
من جهة أخرى، استعرض نور ظاهرة القصيدة الرقمية وتأثيرها على الشعر الحديث، حيث باتت الوسائط الرقمية تلعب دورًا مهمًا في إضافة بُعد جديد للتعبير الشعري. يؤكد على أهمية استخدام الوسائط المصاحبة بشكل متناغم مع بنية القصيدة، مع التحذير من تحول الوسائط إلى محور رئيسي يُغيب عن قوة اللغة والمعاني الشعرية.
تمت النقاشات حول هذا الموضوع خلال جلسة حوارية نظمتها جمعية الثقافة والأدب في إطار فعاليات مهرجان الثقافة العربية، بمشاركة باحثين ومهتمين بالأدب والشعر. وتميزت النقاشات بتبادل وجهات النظر حول دور اللغة في تكوين المعنى الشعري وتأثير التطورات الرقمية على الثقافة الأدبية.