قصة تحفيزية تنطوي على بذرة الطموح وحب الإرث الثقافي، تأتينا من قرية ريفية جميلة في محافظة نائية بالمملكة. نعود بالزمن إلى مبدأ العام 2010، حيث قرر الشاب المثالي، فهد عبدالعزيز، أحد أبناء القرية الطموحين إحياء ذاكرة جيل بناء ووفاء لتاريخ أجداده وتراثهم الغني.
بدأ فهد رحلته بتجواله بين الأزقة الضيقة والأسواق المزدحمة في بحث دؤوب عن قطع التراث المنسية، من آنية قديمة ومفارقات ملابس تقليدية إلى آلات صيد وأدوات زراعية تركت بصمة في بقايا الزمن. لم يكن فهد يجمع هذه القطع الثمينة لمجرد هواية، بل كان يرى فيها جزءًا من تاريخ عظيم يجب المحافظة عليه وتسليط الضوء عليه ليستمر إلى الأجيال القادمة.
بعد تراكم القطع التراثية في بيته الصغير، قرر فهد الشاب المثابر بناء متحف صغير يحمل في جوفه ألف قصة، عبارة عن معبد للتراث الشعبي يعكس جمالية الماضي وعمق التاريخ. بالعمل بجهد يومي وتكريس ساعات طويلة من وقته، تمكن فهد من إتمام بناء المتحف في عام 2013، حيث أضفى عليه لمسات فنية تعكس طابع الفن الريفي وجمال البساطة.
داخل المتحف الصغير، يتم رؤية جناح خاص لآلات الموسيقى التقليدية، وزاوية مخصصة للحرف اليدوية التقليدية، إضافة إلى جناح مخصص للملابس التقليدية التي تعكس تطور الموضة في تلك المنطقة عبر الزمن. كما يوجد بالمتحف مكان مخصص للأطفال لتعلم الحرف التقليدية من الأجيال السابقة.
وبهذا العطاء والتفاني، أصبح متحف فهد عبدالعزيز مركزًا ثقافيًا هامًا يعلم الناس القادمين على الآثار والتراث الغني لهذه القرية الجميلة. فمن خلال جهوده الذاتية وحبه العميق لتاريخ بلده، نجح فهد في إحياء التراث والتاريخ بأسلوب مميز يستحق الاحترام والتقدير.
إن قصة فهد تدل على قيمة العمل الجاد وحب الإرث الثقافي، وتثبت أن الأفكار البسيطة يمكن أن تتحول إلى مشاريع كبيرة تخلد ذكرى للأجيال القادمة. قصة لا تخلو من الإلهام والعبر لكل شاب يسعى لترك بصمة إيجابية في مجتمعه والمحافظة على تاريخه وهويته الثقافية.