إسرائيل ومحاولة التطبيع مع الدول العربية: وهم يتحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية
في تصريحاته الأخيرة، عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن رفضه القاطع لفكرة تحقيق التطبيع والتعايش بين إسرائيل والدول العربية دون إنهاء الاحتلال وحل الصراع الفلسطيني. وصف أبو الغيط هذا التصوّر بأنه "محض وهم"، مشيرا إلى أن السلام والتعايش الإقليمي لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان في الأراضي الفلسطينية على حدود عام 1967، ومن بينها القدس الشرقية.
وأتى هذا التصريح خلال مشاركة أبو الغيط في فعاليات المؤتمر الدولي الذي يستهدف التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين. وقامت الجامعة العربية بتقديم النتائج النهائية لمجموعة العمل المخصصة لتعزيز الجهود من خلال مبادرة "جهود يوم السلام"، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وشدد أبو الغيط على أهمية الالتزامات والمساهمات البناءة التي قدمتها الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والمدنية ضمن إطار هذه الجهود، إضافة إلى "حزمة دعم السلام" التي تقدمها الاتحاد الأوروبي، والتي يُمكن تقديمها لجانبي النزاع الفلسطيني والإسرائيلي، وللمنطقة بأسرها، عند تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للتطبيق.
ويذكّر أبو الغيط بأن مبادرة السلام العربية الشهيرة قد طُرحت منذ 23 عاما، دون رد من إسرائيل، وتُعد هذه المبادرة من بين أهم المحاولات العربية لحل الصراع، حيث تقترح التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة، وتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب حل عادل لمسألة اللاجئين. وبالرغم من قبول الدول العربية للمبادرة، إلا أن إسرائيل لم تستجب رسميا، مما أسهم في استمرار الصراع دون حلٍ نهائي.
وتشارك الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي في المؤتمر الدولي الرفيع المستوى الذي يهدف إلى التسوية السلمية للصراع الفلسطيني وتنفيذ حل الدولتين، من خلال القيادة في مجموعات العمل المختلفة، مثل مجموعة "جهود يوم السلام"، التي تسعى لتقديم خطط عملية لدعم السلام والتسوية، من خلال حزم دعم اقتصادي وسياسي للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع التركيز على تحقيق دولة فلسطينية قابلة للحياة.