البحث

التزامنا بحماية الخصوصية (GDPR)

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك تقبل استخدامنا لملفات تعريف الارتباط، سياسة الخصوصية و شروط الخدمة.

اختار الجهة المضيئة من الفكرة لمواجهة الظلاميين عامٌ على رحيل محمد آل الشيخ

بعد عامٍ على غيابه، يبقى محمد بن عبداللطيف آل الشيخ ليس مجرد كاتب زاوية، بل صوت وطني نادر، اختار أن يكون في قلب الحدث، لا على هامشه. كان الراحل ليس رجلاً نصّاً فحسب، بل رجلاً موقفاً، حيث خاض مواجهة التيارات الغلوية بقلمه، مطفئاً النار بدلاً من تحريك الرماد.

في زمن امتلأت فيه الأقلام، كان آل الشيخ استثناءً نادرًا من التيارات المتطرفة، فكان يُعد أحد الأصوات المميزة التي تنبض بالوطنية. زاويته الصحفية لم تكن مجرد فضاء للكتابة، بل كانت ساحة للصراع ضد التطرف والغلو الاجتماعي، حيث تحدث بوعي عميق وجرأة تحترمها القلوب النقية.

محمد آل الشيخ لم يكن خصمًا لأحد، وإنما كان خصمًا للتزمت والتفتيش، وكان مناهضًا للتطرف في زمن كثر فيه الصمت المريب. اختار أن يبقى على الجانب المضيء من القضية، برغم تعقيدها.

لم يلتمس الحياد أبدًا، بل اعتنق مبادئه بقلب ملئ بالإيمان، وتقدم نحو المعركة بثقة تجاهل ثمنها المرتفع وقبله بالرضا.

خارج حدود هذا المقال، خلّف آل الشيخ -رحمه الله- إرثًا يُعتبر بلا شك أحد الروافد الثقافية والإبداعية الفخمة لوطننا، من رئاسة مجلات فنية وثقافية متنوعة، إلى مشاركته في تحرير موسوعات وطنية ذات جودة عالية، إلى أعماله الغنائية الشهيرة تحت اسم "العابر"، ومناقشاته الأسبوعية التي جمعت أهل الوعي والنقاش، إلى كتبه التي تركت بصمة لا تنسى.

اليوم، نستحضر حياته ليس بكلمات التأبين، بل بدراية الفقد، فغياب صوته يترك فراغًا لا يسده الكم، ولا يتغلب عليه الثناء الخجول.

المقال السابق
مجاهد في القفص الذهبي
المقال التالي
وزير الدفاع يلتقي وزير الخارجية الإيراني