البحث

التزامنا بحماية الخصوصية (GDPR)

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك تقبل استخدامنا لملفات تعريف الارتباط، سياسة الخصوصية و شروط الخدمة.

من الجنون إلى الفن.. أحلام مرضى أقدم مستشفى نفسي في العالم على لوحات نادرة

تتجلى الآفاق الجديدة التي تنبثق من غفواتنا الطويلة، تاركة وراءها أفكاراً مشوشة تلاحقنا في يقظتنا، وعواطف متباينة تمتزج بين الفرح والحزن والتفاؤل واليأس، تنبض في أعماقنا من بين حدود اللاواقعية إلى عوالم الوهم والتصوير العقلي.

هذه الظواهر العقلية، التي استمدت اهتمامًا كبيرًا من علم النفس، أصبحت الآن محتوى معرض فني متميز يضم أعمالا فنية لفنانين سابقين لهم تجارب مرضية في مستشفى نفسي شهير يُعرف باسم "بيدلام"، وهو أقدم مستشفى نفسي في العالم، بالإضافة إلى مستشفى مودسلي.

يتضمن المعرض مجموعة من الألوحات للفنانة الراحلة شارلوت جونسون واهل، والدة رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، التي قضت وقتا مهما في مودسلي بعد تعرضها لانهيار نفسي.

خلال فترة تواجدها في المستشفى، تخذت الفنانة العديد من اللوحات وعُرضت في معرضها الأول الذي نَفِد بالكامل، وفيما بعد وصفت تلك التجربة بـ: "لم أجد القوة للتحدث، لكنني وجدت الجمال في الفن."

من جهتها، صرحت ابنتها راشيل جونسون لجريدة "الغارديان" أن إقامة والدتها في المستشفى كانت نوعًا من التحرر من الضغوطات اليومية ومنحتها وقتاً للتعبير من خلال الرسم، مشيرة إلى أن الرسم كان علاجاً نفسياً لوالدتها رغم استمرار معاناتها.

ويشتمل المعرض على لوحتين لجونسون واهل وهو يحمل العنوان "بين سبات الليل ويقظة النهار: تأملات فنية في عوالم الأحلام"، وذلك بمتحف بيدلام للعقل في شهر أغسطس.

ويتمحور المعرض حول عمل فني ضخم يحمل عنوان "تيارات الهالة" للفنانة المعاصرة كيت ماكدونيل، التي تستخدم مواد متنوعة لتجسيد مشاعر القلق والتراكم العقلي الناجم عن الأرق.

كما يتضمن المعرض لوحة "سقوط لندن" للفنان الراحل جوناثان مارتن، الذي أمضى فترة في قسم المجانين ببيدلام من 1829 حتى وفاته في 1838. وقد وُصِفت اللوحة بالتصوير الشديد لانهيار العاصمة نتيجة للأفكار الدينية والسياسية المُضللة.

هذا وقد حاول مارتن، الذي كان متأثرًا بالفساد المزعوم في الكنيسة، تحذير المجتمع الديني في يورك عام 1828، ولكن دون جدوى، فقام بإشعال النيران في كاتدرائية يورك مما أدى إلى إدانته بالجنون.

ويضم المعرض أيضًا قطعة فنية بعنوان "مأساة جاك، السنجاب المسكين" للفنان جيمس هادفيلد، والذي قضى فترة طويلة في بيدلام بعد محاولته اغتيال الملك جورج الثالث في محاولة وهمية لإنقاذ البشرية.

وسمح له في المستشفى بتربية حيوانات منزلية، بما في ذلك السناجب، وكان يبيع لوحاته للزوار، وتبينت الفحوصات الطبية التي أجريت على جثته بعد وفاته تعرضه لإصابات دماغية خطيرة تعود إلى فترة خدمته العسكرية.

وفي خطوة جديدة، ستُعرض يوميات الأحلام للطبيب النفسي إدوارد هير الذي عمل في مستشفى مودسلي، حيث سجَّل تجاربه الحلمية من الفترة الأربعينية حتى التسعينية.

وفي تصريح له، أوضح كولين غيل، مدير متحف بيدلام للعقل، أن الأعمال الفنية المُعروضة تعكس مجموعة واسعة من الأحلام التي تتجاوز حدود الواقع اليومي وتعبر عن أعماق النفس الباطنة.

المقال السابق
الأمعاء.. مرآة للصحة النفسية
المقال التالي
ارتفاع ضحايا فيضانات تكساس إلى 69 قتيلاً