مع استمرار الحديث عن اقتراب التوصل إلى هدنة مؤقتة، تحاول إسرائيل بكل جهد إكمال عملية "عربات جدعون" التي تهدف إلى إفراغ شمال قطاع غزة من السكان الفلسطينيين، وتوسيع المنطقة العازلة، ضمن حربها الشرسة ضد الفلسطينيين.
ووفقًا لمصادر مقربة من الفصائل الفلسطينية، فإن إسرائيل تسعى لاستغلال الأيام الباقية قبل أي تهدئة محتملة، من أجل زيادة التدمير في مناطق محددة مثل شمال قطاع غزة، وشرقي المدينة، وجنوبيها، بهدف تشجيع نزوح السكان وعدم عودتهم مجددًا.
لقد أسفرت عملية "عربات جدعون" التي بدأت في منتصف مايو الماضي عن تغييرات جذرية في توزيع السكان بالقطاع، وتركّزت الكثافة السكانية في مناطق رئيسية محددة مثل غرب مدينة غزة، وغرب المحافظة الوسطى، وغرب خان يونس، مما أدى إلى فصل تلك المناطق عن بعضها البعض وتعرض الفلسطينيين للاستهداف المباشر من قبل القوات الإسرائيلية أثناء تنقلهم.
ومن المقرر أن تستمر عملية "عربات جدعون" لعدة أشهر قادمة، بهدف تهجير السكان نحو مناطق جنوبية في القطاع والسيطرة العسكرية الدائمة على المناطق التي تحتلها، وهذا ينذر بمزيد من التصعيد والدمار في ظل الصمت الدولي واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.