حذر متخصص مرموق في مجال الصحة من خطورة زيادة تناول الكحول بشكل مفرط بعد تجاوز سن الثلاثين، محذرًا من أن ذلك قد يكون إشارة على احتمالية الإصابة بمرض الخرف، خاصة الخرف الجبهي الصدغي (FTD).
ويتسم هذا المرض، الذي يصيب الأفراد في منتصف العمر وحتى في سنوات شبابهم، بتغيرات سلوكية بارزة قد تتسبب في صعوبة تشخيصه، ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع للمريض وأسرته.
وبعكس الاعتقاد الشائع الذي يربط الخرف بكبار السن، يمكن أن يظهر الخرف الجبهي الصدغي في فترات عمرية مبكرة، حيث يتم تشخيصه عادة بين سن 45 و65 عامًا، وهناك حالات نادرة تحدث في العشرينات.
تبدأ الأعراض المبكرة بتغيرات سلوكية كالعدوانية، الإجرام، وزيادة استهلاك الكحول، مصاحبة لصعوبات في التواصل واللغة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة فيسبير بيو للتكنولوجيا الحيوية بول ليتل أن التأخر في تشخيص الخرف الجبهي الصدغي يمكن أن يكون له عواقب خطيرة، مشيرًا إلى أن الخطأ في التشخيص يمكن أن يحرم المريض من العناية الطبية المناسبة.
وأكد "ليتل" أن لا يتوافر حاليًا علاج للخرف الجبهي الصدغي، وأنه يعتبر مرضًا قاتلًا يلحق الضرر بالمريض وعائلته.
يسبب المرض فقدان القدرة على العمل، مما يضطر العائلة لتخلي عن وظائفها لتقديم الرعاية، وهو الأمر الذي يزيد من الضغوط في فترة مهمة من حياة الأسرة.
وتشير إحصاءات جمعية الزهايمر في المملكة المتحدة إلى وجود نحو 70,800 حالة من الخرف المبكر، المصابين قبل سن 65 عامًا.
وتعتبر حالات الخرف الجبهي الصدغي نادرة، حيث يصيب نحو 16,000 شخص في المملكة المتحدة، ويرجع سبب ذلك لفقدان الخلايا في أجزاء معينة من الدماغ مما يؤثر على السلوك والتفاعل الاجتماعي، مع فترة بقاء بين عامين و12 عامًا بعد التشخيص.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2022 على سجلات الأطباء في إنجلترا ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 69% في حالات الخرف المبكر منذ عام 2014، مما يشير إلى زيادة الإصابة بالمرض في شكل مقلق.