تأملت كثير من الأعين والقلم يتلهف للغياب الطويل للكاتب العربي المرموق الدكتور تركي الحمد؛ الذي تعثرت صحته وأبعدته عنا لفترة طويلة. ولأن الحضور الأدبي لأبو طارق لا يُنسى، فقد أرسل محبوه رسائل تعبر عن الغيبة بأسلوب يعكس احترامهم وتقديرهم لهذا الكاتب الفذ. تركي الحمد، الكاتب السياسي البارع، المفكر العصري، والروائي الذي ألهم الجميع، لم يكن مجرد سارح في أفكاره، وإنما كان صوتًا قويًا يطالب بالحرية الفكرية ويستفز القوى القمعية. لقد كتب ما يحترمه القراء وما يثير جدلاً بين الخصوم، إنه الكاتب الذي تجسد الشجاعة والصدق في آن واحد، وهو بذلك علامة فارقة في عالم الأدب والفكر العربي المعاصر.
مع افتقادنا لهذا العقل المتفتح على الفكر والعاطفة المتجذرة في الوطن، نأمل أن يعود تركي الحمد قريبًا، ليعطينا من جديد من وجهة نظره الفذة ومن خبراته القيّمة. أبو طارق، الذي لم يكن ينحني للمكائد ولا يعرف التنازل عن المبادئ، ننتظر عودته بفارغ الصبر لنشتاق ونتأمل في كلماته التي تراقب عالمنا وتشجعنا على التفكير والنقد بشكل مستمر. ربما يأخذه الزمان ببطء، ولكن لا يمكن لأحد أن يمسح ذكراه العظيمة من عقولنا وقلوبنا، فهو واحد من الأدباء والمفكرين النادرين الذين يتركون بصمات قوية في تاريخ الأدب والثقافة.
دعواتنا معك يا تركي الحمد، للشفاء العاجل والعودة الميمونة إلى قلوب محبيك وأذهان الباحثين عن الفكر النير والكتابة الملهمة. بينما ننتظر عودتك، نستذكر إرثك الفكري الثري الذي أثرى حقل الأدب والفكر العربي بأعمالك الجليلة. فلنبقى معاً، ناقدين لأفكارنا وعاشقين لوطننا، في انتظار عودة العقل النير والقلب العاطف، ننتظر عودة تركي الحمد إلى محبيه ومعجبيه.