فرنسا تتوقف تحت وطأة الحر.. إغلاق برج إيفل ومحطة نووية ومدارس

قادت الموجة الحارة الشديدة التي تجتاح فرنسا إلى اتخاذ إجراءات طارئة من قبل السلطات الفرنسية. تشهد البلاد ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث تم إغلاق الطابق العلوي من برج إيفل وتعليق عمل محطة "غولفش" للطاقة النووية مؤقتا. كما تم إغلاق نحو 1350 مدرسة في مختلف أنحاء البلاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفي ظل توقعات هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية بمزيد من الارتفاع في درجات الحرارة يوم الثلاثاء، يبقى الوضع تحت المراقبة. وقد أعلنت السلطات حالة تأهب قصوى في 16 إقليمًا، بما في ذلك العاصمة باريس، حيث فرضت قيودا على وسائل النقل الملوثة وخفضت السرعة للحد من التلوث. كما تم إغلاق قمة برج إيفل وتوفير نوافير مياه للزوار لحمايتهم من الحرارة الشديدة.
ومن جانبها، قررت شركة الكهرباء الفرنسية "إي دي إف" تعليق تشغيل محطة غولفش للطاقة النووية لتجنب ارتفاع درجة حرارة نهر غارون الذي يستخدم لتبريد المفاعلات. ولا يزال من غير المعروف متى ستعود المحطة للعمل.
يأتي هذا في إطار انعكاسات الموجة الحارة على العديد من القطاعات، حيث تم إغلاق العديد من المدارس جزئيا أو بالكامل بسبب نقص التهوية وتأثير الحرارة على صحة الطلاب. وأصدرت الحكومة تحذيرات للمواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن، بضرورة تجنب التعرض لأشعة الشمس وزيادة شرب السوائل.
تعتبر هذه الموجة الحارة جزءا من ظاهرة مناخية واسعة تضرب جنوب أوروبا، حيث تسجل دول أخرى مثل إسبانيا والبرتغال وإيطاليا درجات حرارة قياسية. ويحذر العلماء من تفاقم موجات الحر نتيجة للتغير المناخي الذي يعزوه إلى الأنشطة البشرية، وهو ما يستدعي التصدي بجدية للحد من انبعاثات الكربون.
وفي الختام، تبقى موجات الحر الشديدة تحديا للسلطات والمواطنين على حد سواء، حيث يتوجب توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة للتصدي للتأثيرات السلبية لهذه الظاهرة المناخية.