تزداد حدة التوتر بين شركتي مايكروسوفت و OpenAI في عالم التكنولوجيا، حيث تتخبط الشراكة بينهما في مستنقع من الخلافات المستعصية التي تهدد بتفكيك تعاونهما الحيوي في مجال الذكاء الاصطناعي.
ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن الجدالات بين الطرفين تتصاعد منذ فترة، مع تبادل اتهامات حول الحقوق الفكرية وهيكلية الشركة، إلى جانب الصراع على تقنيات المستقبل.
على الرغم من اندماج عميق بين الشركتين، إلا أن المنافسة الشديدة ما زالت تسود بينهما، مع تقديم خدمات ذكاء اصطناعي منافسة في مختلف القطاعات.
يُعتبر هذا التوتر اختباراً حقيقياً لقدرة الشركتين على الاحتفاظ بتعاونهما في ظل طموحاتهما المتباينة وتطلعاتهما المختلفة.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، يقترب التناول بين الشركتين من نقطة اللاعودة، حيث يدرس OpenAI إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية ضد مايكروسوفت بتهمة انتهاك قوانين منع الاحتكار.
هذه الخطوة تحمل خطورة كبيرة، حيث قد تفتح بابًا للتدقيق التنظيمي والرقابة الحكومية على OpenAI.
تتعثر أحدث الخلافات حول قضايا أساسية، مثل حق مايكروسوفت في الوصول إلى الملكية الفكرية لشركة «ويندسيرف»، التي وصلت حديثًا إلى جعبة OpenAI.
وفي ظل الاتفاقية الحالية الموقعة بين الشركتين، يمتلك الميكروسوفت حقوق الوصول إلى تقنيات أوبن إيه آي بما في ذلك التكنولوجيا المستحوذ عليها من شركات أخرى، إلا في حالة التفاوض على توضيح الاستثناءات.
ويشدد OpenAI على أهمية تحديد استثناء واضح لـ "ويندسيرف" من هذه الاتفاقية، لتجنب تعقيدات التنظيم والمنافسة المباشرة مع "جيت هب"، الشركة المنافسة لـ مايكروسوفت.
بخلاف الصراع على "ويندسيرف"، يطال الجدل قضايا شريانية تتعلق بإعادة هيكلة OpenAI، حيث تحتاج الميكروسوفت إلى الموافقة على أي تغييرات تطرأ على بنية الشركة، بما في ذلك تحويل حصة الميكروسوفت الحالية من الأرباح إلى قسط معين في الشركة المعاد هيكلتها.
ووفقًا لتقرير من "ذي إنفورميشن"، تستهدف OpenAI تسوية الوضع بالحصول على حصة تصل إلى 33% من الشركة المعاد هيكلتها مقابل التخلي عن حقوق الميكروسوفت في الأرباح القادمة.
أحد النقاط المتنافس عليها تتعلق بقدرة الميكروسوفت على الوصول إلى تقنيات OpenAI بعد تحقيق الذكاء الاصطناعي العام، حيث يمتلك حاليًا حقوق واسعة النطاق لكنها تقلص بشكل كبير بمجرد تحقيق الهدف.
تتضمن المفاوضات أيضًا قضايا مالية هامة، مثل حجم حصة الميكروسوفت في OpenAI، وكيفية التعاون في مجال الخدمات ومنافستهما في سوق الاشتراكات للأفراد والشركات.
تُعتبر الشراكة بين الشركتين بداية منتجة في عالم التكنولوجيا، وقد جسدت هذه الشراكة في تقنيات مايكروسوفت مثل أزور وأوفيس، ما يبرز أهمية التعاون والتبادل المثمر بين الشركات الرائدة في هذا المجال.