«استعرض شاب في الثلاثينيات من عمره تفاصيل لحظات بقائه على قيد الحياة بعد تحطم طائرة بنفسه وسقوطها في مبنى طبي»، بهذه الكلمات بدأ الشاب الذي يُدعى علي محمد حميدي في سرد قصته الصادمة لوسيلة الإعلام بعد نجاته من حادثة تحطم طائرة الاثنين الماضي.
**media[2540226]**
الشاب البالغ من العمر 33 عامًا، والموظف في شركة تقنية بسيطة، كان يعود من رحلة عمل في السعودية على متن الطائرة الإيرانية المتجهة إلى مطار معيتقة الدولي في طرابلس، عندما شهد العالم حادثة صدمت الجميع.
وفي وصف لحظة الحادث، قال حميدي: «عندما بدأت الطائرة بالانطلاق، شعرت برجة قوية، ورأيت الناس يصرخون وتبدأ الأضواء بالتوقف والتشويش. لم تكن الطائرة ترتفع كما ينبغي، ولكنها بدأت في الانحراف نحو اليمين قبل أن تصطدم بمبنى وتندلع فيه النيران».
الظروف المحيطة بالرحلة التي استمرت دقائق معدودة فقط، كانت تحمل الكثير من الألغاز والتساؤلات، حيث تباينت الروايات بين الشهود حول سبب الحادث. ومن بين الشهود، أحد المسافرين الذين كانوا على نفس الطائرة في اليوم السابق للكارثة، ادعى بأنه شهد عطلا كهربائيًا داخل الطائرة، الأمر الذي قد يكون السبب وراء التحطم.
تحليل خبراء الطيران لهذه الادعاءات يشير إلى احتمالية انقطاع التيار الكهربائي كواحد من الأسباب المحتملة للكارثة.
**media[2540228]**
وبالرغم من التكهنات الواسعة حول ما جرى، من احتمالية خلل في المحرك، أو خطأ من الطيارين، فإن حميدي يعتبر الشاهد الوحيد الذي قد يساهم في فك غموض الحادث وتسليط الضوء على التفاصيل الحقيقية.
الشاب كان جالسًا بالقرب من الباب الذي يُعتقد أنه انفجر عندما اصطدمت الطائرة بالمبنى، ما أتاح له البقاء على قيد الحياة والنجاة من الحطام.
ويتذكر حميدي بصدمة لحظة فهمه بأنه على قيد الحياة، مشيرًا: «بعد مرور دقيقة واحدة فقط من الانطلاق، شعرت بصدمة قوية، ثم ارتطمت الطائرة بالمبنى. كان كل شيء يحدث بسرعة هائلة».
وأضاف: «شهدت كل شيء من بين عيني. ولم أكن أستطيع تصديق أنني لم أصب بأذى. وعندما فتحت عيني، وجدت نفسي حيًّا، فحاولت التحرك والخروج من الموقع. شاهدت المضيفة الجوية تلفظ أنفاسها الأخيرة مع بقية الركاب».
وختم حميدي حديثه قائلا: «لا زلت أحاول تصديق كيف نجوت، خرجت من بين الأنقاض».
فيما أشار أحد أصدقائه الذي زاره في المستشفى، إلى أن «نجاة حميدي لم تكن فقط معجزة بل أيضًا خلوه من إصابات خطيرة، وهو أمر يعد معجزة أخرى». وأضاف: «هو ما زال مندهشًا بأنه حيٌّ، ونحن كذلك».
**media[2540227]**
وأكد الدكتور محمد صديق، الذي يعالج حميدي، أن الشاب كان «فاقد الوعي، مصاب بجروح مختلفة في جسمه، إلا أنه لا يُعتبر في خطر حياة».
علي محمد حميدي، الذي ولد وتربى في المنطقة الشرقية، يعيش ويعمل في طرابلس منذ عام 2010. وكان رفقته أحد أصدقائه المقربين الذي كان على متن الطائرة أيضًا، ولكنه للأسف قُتل في الحادثة، وهو ما جعل حميدي يعاني من صدمة نفسية قوية.
وفي الختام، قال والد حميدي: «نشكر الله على نجاة ابني الشاب، ونأمل أن يتعافى تمامًا ويرجع لحياته الطبيعية. كان الأمر كارثيا، لكن علينا أن نكون شاكرين للحياة الآن ودائمًا».
**media[2540225]**