البحث

التزامنا بحماية الخصوصية (GDPR)

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك تقبل استخدامنا لملفات تعريف الارتباط، سياسة الخصوصية و شروط الخدمة.

«الفراغ» يهدد جنوب لبنان

بالوثيقة التي تمت مراجعتها مؤخرًا من قبل الوسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية، تبدو الأمور في منطقة الجنوب اللبناني مأساوية بالفعل. فما سيحدث إذا ما فشلت عمليات تمديد تفويض القوات الأممية (اليونيفيل)؟ هل سيبقى الخط الأزرق حدوديًا آمنًا أم سيتعرض للاختراق؟ ومن سيتولى المسؤولية الأمنية في حال رحيل (اليونيفيل)؟ وهل تقف وراء هذه الأحداث تحركات استراتيجية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، أم أنها مجرد تدبيرات سياسية تافهة ستكشف أسرارها لاحقًا؟ وكيف ستتدخل وترد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في هذا السياق؟ هل سيؤدي هذا الجدل إلى إعادة توزيع النفوذات في المنطقة؟.

تصاعدت التكهنات والشكوك حول مستقبل تفويض القوات الأممية في منطقة الجنوب اللبناني، وتنوّعت الآراء بشأن احتمالية انتهاء دور (اليونيفيل) هناك. فماذا يمكن أن يحدث إذا ما وقع هذا الاحتمال؟.

تقع المسؤولية عن الاستقرار في جنوب لبنان ليس فقط على عاتق الأمم المتحدة وحكومة بيروت، بل هي مسؤولية تتقاسمها الجهات الدولية المختلفة ومجلس الأمن وجميع الأطراف المتداخلة في هذا الإطار.

من المهم النظر إلى الاحتمال الواقعي لحدوث "الفراغ المحتمل" في حالة انتهاء تفويض (اليونيفيل) دون وجود بديل واضح. فالتوازن الأمني في المنطقة يعتمد على توازن التدخل الدولي والدور المحلي، وأي انحياز قد يفتح المجال أمام الجهات المحلية والدولية لفرض مصالحها بشكل مفرط ودون توازن.

وبين الدعوات والتصاعدات، تظهر الحاجة الماسة لاستعراض دور (اليونيفيل) ومهمتها الحالية. هل هو تعديل عادي لهذه المهمة أم هو مؤشر على انحسار التزاماتها؟ وهل ستوافق القوى الكبرى على ترك المنطقة مفتوحة للصراعات والتدخلات الإقليمية؟.

إن جنوب لبنان لا يمثل فقط حدودًا جغرافية، بل هو مكون من مكونات تحديد التوازنات الإقليمية، ومن المرجح أن ترى الأحداث الجارية في نيويورك تأثيرها على خط الحدود الدولي.

ولا يزال هناك عدم وضوح حيال القرار النهائي بشأن مستقبل (اليونيفيل)، مما يجعل الشارع اللبناني في حالة من التوتر والترقب بانتظار التطورات المحتملة.

ضمن هذا السياق، أكد مسؤول في الخارجية الأمريكية على عدم دقة التقارير الصحفية المتداولة، وأن القرار النهائي لم يتخذ بعد. وفي الجانب اللبناني، أشار مصدر دبلوماسي إلى أن لبنان لم يتلق أي معلومات رسمية بشأن انتهاء مهمة (اليونيفيل)، لكن الحكومة تعزز تواصلها مع أعضاء مجلس الأمن للتأكيد على أهمية استمرار التواجد الدولي في هذه المنطقة الحساسة.

وفي موازاة ذلك، يعتبر الصوت الرسمي لقوات اليونيفيل في لبنان أن استمرار تواجدهم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بانتهاء الانتشار الإسرائيلي في المناطق التي لم تُعاد تحت سيطرة لبنان.

وبينما تبقى المشاورات حول تجديد تفويض قوات اليونيفيل في طورها، يبقى جوهر السؤال هو: هل سيتم الاحتفاظ بالتوازن الأمني مع استمرار وجود (اليونيفيل)، أم أننا سنشهد تطورات جذرية قد تلوح في الأفق؟.

المقال السابق
«وزارة الحج» تشدد على ضرورة توثيق عقود سكن المعتمرين قبل إصدار التأشيرات
المقال التالي
«الأخضر 23» في مواجهة الدنمارك في نصف نهائي تولون