في اكتشاف ملفت للنظر يكشف عن أسرار ماضٍ بعيد، عثر العلماء على منظر طبيعي تحت الجليد في شرق القارة القطبية الجنوبية، وفقًا لتقرير نشر على موقع الإنترنت.
هذا العالم المفقود الذي دام منذ ما يعادل 34 مليون سنة، يروي حكاية أنهار تجري وغابات كثيفة وربما تزينت بأشجار النخيل.
في منطقة بعيدة ونائية، يكشف هذا الاكتشاف عن أسرار القارة القطبية قبل أن تتحول إلى بيئة قاسية، مما يثير تساؤلات حول مستقبلها في ظل التغيرات المناخية.
استخدم العلماء تقنيات حديثة مثل الأقمار الصناعية والرادار لاكتشاف هذا المنظر الذي يمتد على مساحة تعادل حجم ولاية ماريلاند.
يتكون المنظر من ثلاث كتل أرضية مرتفعة، يبلغ طولها ما بين 75 و105 أميال، مفصولة بوادٍ عميق يصل عمقه إلى 3900 قدم.
وقال البروفيسور الذي قاد الدراسة: "إنه كأن نافذة زمنية تكشف لنا عن تاريخ القارة القطبية."
هذا المنظر الذي شهد تشكل الأنهار قبل تكون الجليد، تم حفظه من خلال حركة الجليد البطيئة التي تمنع التآكل.
وكشفت الدراسة أن القارة القطبية كانت في يومٍ ما تحتضن أنهارًا وغابات في مناخ معتدل، قبل أن تتحول إلى صحاري جليدية بسبب تحرك القارات وانخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون.
ومنذ ما يعادل 14 مليون سنة، غطى الجليد هذه المنطقة، وبالرغم من الفترات الدافئة، بقيت مخفية، واستخدم العلماء نماذج لتتبع التغييرات وكشفوا عن ارتفاعات تصل إلى 1600 قدم بسبب ضغط الجليد.
أكد أحد الباحثين: "إن هذا الاكتشاف يساهم في فهم تاريخ الجليد ويقدم رؤى حول كيفية استجابته للتغير المناخي."
ومع زيادة نسب ثاني أكسيد الكربون اليوم، يحذرون من احتمالية انحسار الجليد، لكن الوصول إلى هذا المنظر يتطلب جهود ضخمة، ويخطط العلماء للاستمرار في استكشاف المنطقة لفهم تطورات الجليد على مر العصور.