تلاءمت روح العبادة والخدمة في أروقة المكانات المقدسة، تحت ظلال شرف الوقت والمكان، حيث تقوم قوات الأمن بواجبها السامي خلال موسم الحج. يسطرون أجمل الصور من واقع العطاء والبذل، فتتجلى شموليتهم وترسخت قيم التعاطف والتواضع في خدمتهم لضيوف الرحمن.
تنثر قوات الأمن أمثلة يحسدون عليها في كيفية تأديتهم لمهامهم المهمة، حيث برزت تصرفاتهم الإنسانية المشرقة في نطاق رحلة الحج، بدءًا من استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة وصولاً إلى المشاعر المقدسة والحرم المكي الشريف.
إن دورهم لم يكتف بتأمين البيئة وتنظيم الحركة، بل برزت لمسات إنسانية راقية، حيث تنافسوا في خدمة المُعتمر والمُحرم، بتقديم المساعدة والإرشاد، وسقي الشارد الظمأان ورش الباءعين بمياه الرحمة والإنعاش تحت أشعة شمس الجو الحارقة، نهدفون إلى تخفيف معاناتهم وخدمتهم بأقصى جهد.
تقديم قوات الأمن، من مختلف التخصصات العسكرية، صورة إلهية للشجاعة والتضحية والتفاني، تجلت في عملهم المخلص لله وتأديتهم لواجبهم الديني والإنساني، من أجل خدمة ضيوف الرحمن في أرض أُكرمت بالحرمين الشريفين، مُبتهلين لرب العالمين بالرضا والعفو، يتوجهون نحو حجٍ مقبول وعملاً محبوباً.
مواقفهم الإنسانية خلال موسم الحج لا حدود لها، حيث يمتزج الأمان الذي يمنحونه بالابتسامة الساحرة، من يساعد كبير السن على أداء النُسك، وآخر يقدم الإرشاد للضال، وثالث يريح طفلاً متعباً، بينما يسقي رابع حاجاً ليخفّف عنه حر عرض الظهر، بينما آخر يدفع عربة مسن أو يعين طفلًا صغيرًا، أيادٍ حانية وقلوب بيضاء تبتعد عن الحرّ مع الاهتمام بسلامة جميع الحجاج رغم ارتفاع درجات الحرارة، فإبتساماتهم لم تفارق وجوههم.