البحث

التزامنا بحماية الخصوصية (GDPR)

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك تقبل استخدامنا لملفات تعريف الارتباط، سياسة الخصوصية و شروط الخدمة.

العلاج المناعي للسكري.. بداية عصر الوقاية المبكرة

تفاجئ العائلات بانتشار مرض السكّري من النوع الأول بشكل مفاجئ، حيث يجد الأطفال والشباب أنفسهم فجأة في غرف العناية المركزة، ولكن تبدأ طريقة معالجة هذا المرض القديم في التغيير بشكل جذري في عصرنا الحالي، حيث يظهر الآمال في تأجيل ظهور المرض لفترة تصل إلى سنتين و7 أشهر للفئات المعرضة. هذا يمثل نافذة من الأمل في إعادة صياغة استراتيجيات الوقاية الصحية.

وفقًا للدكتور بسام صالح بن عباس، الاستشاري في الغدد الصماء والسكري، فإن العلاج الجديد يمثل تحولًا كبيرًا في معالجة داء السكري من النوع الأول، إذ لا يعالج الأعراض فقط، بل يستهدف جذر المشكلة المناعية الذي يؤدي إلى المرض عن طريق تثبيط الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين.

الدكتور بسام يشير إلى أن هذا العلاج مميز ببروتوكوله البسيط وفعاليته العالية، حيث يُعطى يوميًا لمدة 14 يومًا للأطفال والبالغين الذين تبلغ أعمارهم 8 سنوات وما فوق، بشرط وجود نتائج فحوصات تظهر وجود جسمين مضادين على الأقل كعلامة على الخطر. تكون هذه العلامات قابلة للرصد في مرحلة "ما قبل السكري"، مما يبرز أهمية الكشف المبكر كدور أساسي للوقاية.

يعتقد الدكتور محمد الحربي، الاستشاري في الغدد الصماء وسكر الأطفال، أن هذا التقدم العلاجي يعيد تعريف مفهوم الوقاية، فلم تكن الطرق السابقة كإعطاء الإنسولين عن طريق الوريد أو تعديل النظام الغذائي قادرة على منع الإصابة بالسكري من النوع الأول، لكن مع هذا العلاج الجديد يمكن تأجيل المرحلة الثالثة من المرض وتأخير الاعتماد الكامل على الإنسولين، مما يوفر فترة حماية مهمة.

تشير الإحصائيات إلى أن 90٪ من مصابي السكري من النوع الأول ليس لديهم تاريخ عائلي بالمرض، مما يدعم الحاجة لتوسيع نطاق الكشف المبكر ليشمل جميع أفراد المجتمع، دون تقييد الفحص لأقارب المرضى فقط. إن البروتوكولات الجديدة التي ابتدعت في مستشفى الملك فيصل تنطلق من هذا المفهوم.

تحمل الرسالة الطبية جانبًا إنسانيًا أيضًا، إذ تعكس عبارة "زراعة الأمل" الأهمية الكبيرة لهذا العلاج الجديد، حيث تزرع هذه العلاجات آمالًا جديدة في قلوب الأطفال وأسرهم، وتعكس أثرها العميق في مجتمعنا. إن هذا التقدم العلاجي لا يمثل مجرد انجاز طبي بل يمثل تحركا وطنيا نحو تعزيز الصحة والوقاية.

في النهاية، يمثل العلاج الوقائي الجديد هذا تقدمًا كبيرًا في مجابهة السكري من النوع الأول، حيث لا يُؤجل الإصابة فحسب، بل يعكس تغييرًا حقيقيًا في الفهم الطبي والوقائي للمرض. إنه يعكس رؤية صحية متكاملة تعتمد على الوقاية قبل العلاج، وتهدف إلى تحسين جودة الحياة للمعرضين للاصابة بالمرض. كما يوفر فرصة فعالة لتأسيس برنامج وطني للكشف المبكر والوقاية، لإعادة تشكيل مستقبل الرعاية الصحية وللمساهمة في تحقيق الأهداف الطموحة للمملكة العربية السعودية في قطاع الصحة.

المقال السابق
إحباط محاولة تهريب 1.8 مليون حبة «إمفيتامين»
المقال التالي
حرب النجوم وكرة القدم.. الكشف عن منصات CIA السرية على الإنترنت