حارات الحجاج في المدينة !

استقبال حافل لضيوف الرحمن في المدينة المنورة
اشتهر أهل المدينة المنورة بكرم الضيافة واستقبال زوار المسجد النبوي بحفاوة وترحيب. في زمن كان عدد الفنادق قليلًا، احتضن أهل المدينة آلاف الضيوف بمنازلهم. كيف كانت هذه العملية المثالية تتم؟ كيف تحولت منازلهم إلى مساكن للحجاج؟ وما الأساليب التي تم اتباعها لتوفير الإسكان وراحة الضيوف؟
بدايةً، كان الاستقبال الفردي بمشاركة بعض الأسر المعروفة، من العلماء والوجهاء، وكانوا يقدمون الإرشاد والمساعدة للحجاج. ثم تحولت الخدمة إلى مؤسسة أهلية، ثم إلى شركة، بهدف تحسين الخدمات وتنظيم الاستقبال على نحو أفضل.
عندما ينزل الحجاج في منازل أهل المدينة، يتحولون إلى أصدقاء وجيران تحلّ بهم الابتسامة وتعم الراحة والسكينة. كانت لأهل المدينة عادات استقبال تمتزج بين الثقافات المختلفة، حيث يستمتع الزوار بالضيافة والترحيب بمختلف المأكولات والتقاليد.
الرعاية الثقافية والانسانية التي قدمها أهل المدينة للحجاج كانت على أعلى درجات الكرم والإحترام. كانوا يفتحون بيوتهم وقلوبهم لضيوف الرحمن، ويرسمون صورة إشراقة للإسلام السمح والأخلاق الرفيعة.
بعد أداء الحج ومغادرة الضيوف، يعيش أهل المدينة سعادة العيد في بساتينها، حيث يجتمع الناس لقضاء أيام العيد بروح الإخاء والمحبة. كانت هذه الأيام تعكس بساطة الحياة وعمق الروحانية في المدينة المنورة.
بإتقان عالي، استطاع أهل المدينة المنورة تقديم أفضل الخدمات والضيافة للزوار من جميع أنحاء العالم. اليوم، مع تحول المنازل إلى فنادق وشقق سكنية منظمة، يبقى ذكرى روح التعاون والكرم التي عمت المدينة خلال فترات الحج، تعكس تفاني أهلها في خدمة ضيوف الرحمن.
إن المدينة المنورة تحمل تاريخًا عريقًا من الضيافة والترحيب، وتظل محطّ استقبالٍ حافلة بالحنان والكرم لكل من يزورها في رحاب الحج والعبادة.