منذ ظهوره الأول على شاشات السينما والتليفزيون، لم تكن شخصية صبري عبدالمنعم مجرد شخصية فنية عابرة، بل كانت ولا تزال واحدة من تلك الشخصيات التي تلامس أعماق المشاهدين دون أي تكلف، بل بصوت هادئ وأداء متقن ينبع من تجاربه الفنية وصدقه الذي يتألق على الشاشة. واليوم، وبينما يقضي لحظاته في غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات القاهرة، تصطف الأنظار والكلمات لتروي حالته الصحية الحرجة، وتذكر المشوار الفني الطويل الذي قدمه بشغف واجتهاد على مدى سنوات.
تعرض الفنان الكبير لوعكة صحية غير متوقعة خلال الساعات الماضية، دفعت به لنقله إلى المستشفى بعد تكرار نوبات الإغماء، حيث خضع لفحوصات شاملة وملاحظة طبية مستمرة، وسط حالة من القلق تسود جمهوره وزملائه في الوسط الفني. ورغم صعوبة الوضع، يتلقى الفنان العلاج اللازم ويبدأ يظهر بوادر تحسن واضحة وفقا لتصريحاته الأخيرة.
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها صبري عبدالمنعم التحديات الصحية بقوة وإصرار. فقد تحدث في إحدى المقابلات عن تجربته التي أجبر فيها على العودة للعمل بعد خمسة أيام فقط من خروجه من عملية جراحية معقدة، حيث أمضى 12 ساعة على موقع التصوير دون أداء أي مشهد، ولكنه لم يتنازل أو يشتكي، بل استغل الفرصة ليظهر قوته وعزيمته في مواصلة حياته المهنية.
اليوم، يعود اسم صبري عبدالمنعم ليس فقط كفنان موهوب، بل كنموذج لإنسان يرفض الخضوع للظروف الصعبة، ويستمد قوته من محبة الجمهور ودعمهم. فالفنان الذي عاشرنا بأعماله الفنية لا يزال يأمل في أن يعود قريبا ليستأنف مشواره الفني، ويقدم مزيدا من الأعمال الرائعة التي تعكس إبداعه ونضجه الفني.