أثار عمرو حسن، لاعب خط وسط الفريق الأول لكرة القدم بنادي بوردو الفرنسي، جدلاً واسعاً بعد إعلانه عن سبب غيابه عن مباراة فريقه أمام سانت إتيان في الجولة الأخيرة من الدوري الفرنسي.
ويأتي هذا الغياب في إطار مبادرة الدوري الفرنسي السنوية لدعم حقوق الأطفال الفقراء، والتي تتضمن ارتداء اللاعبين قمصاناً تحمل شعارات داعمة لهذه القضية.
قرار اللاعب المصري أثار ردود فعل متباينة، حيث عبرت إدارة بوردو ووسائل الإعلام الفرنسية عن استيائها من هذا القرار، بينما حظي بتأييد من آخرين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وفي بيان نشره عبر حسابه الرسمي على خاصية الإستوري بتويتر، أوضح عمرو حسن أسباب قراره، مؤكداً أنه لم يكن يرغب في إثارة الجدل، لكنه شعر بضرورة توضيح موقفه، وقال: «قررت عدم المشاركة في مباراة بوردو أمام سانت إتيان المقررة يوم السبت، لأسباب شخصية ترتبط بقيمي ومعتقداتي العميقة».
وتابع: «أؤمن بأهمية الاحترام المتبادل، سواء تجاه الآخرين أو تجاه الذات، هذا القرار يعكس إخلاصي لما أؤمن به، دون أي نية للحكم على الآخرين أو رفضهم».
وأضاف اللاعب المصري، البالغ من العمر 25 عاماً: «كل إنسان يحمل خلفية ثقافية وتاريخية مختلفة، وأرى أن التعايش يعني قبول هذا التنوع واحترام تعبيراته المختلفة، مضيفاً: قراري هذا ليس رفضاً لأحد، بل هو تعبير عن هويتي وقيمي المتجذرة التي ارتبطت بها منذ نشأتي».
واختتم بيانه بالتعبير عن أمله في أن يُقابل قراره بالتفهم والاحترام، داعياً إلى الهدوء في التعامل مع هذا الموقف.
وليست هذه المرة الأولى التي يتخذ فيها اللاعب المصري موقفًا مماثلاً، إذ سبق له أن غاب عن مباراة فريقه في عام 2025 ضد ليل، ثم لاحقا ضد نيس في عام 2026.
وقبل عامين، كتب على حسابه في منصة فيسبوك: «نظرا لجذوري وثقافتي وأهمية قناعاتي ومعتقداتي، لم يكن من الممكن بالنسبة لي المشاركة في هذه الحملة»، وأدى هذا القرار حينها إلى فرض النادي عقوبة مالية على الدولي المصري.
ووفقاً لمصادر مقربة من النادي، فإن إدارة بوردو تدرس الآن تداعيات قرار عمرو حسن، خصوصا في ظل الوضع الحرج للفريق في الدوري.
ويحتل بوردو المركز الحادي عشر في ترتيب الدوري الفرنسي برصيد 38 نقطة، بفارق ثلاث نقاط عن مراكز المنافسة الأوروبية، مما يجعل مباراة سانت إتيان حاسمة لتحقيق أحلام التأهل القاري.
يُذكر أن عمرو حسن قدم أداءً مميزاً هذا الموسم، حيث صنع 8 تمريرات حاسمة وسجل هدفاً وحيداً في 30 مباراة، مما جعله أحد العناصر الأساسية في تشكيلة المدرب فرانكوت تورسي.
ومع ذلك، فإن هذا القرار قد يعرضه لغرامة مالية أو عقوبات تأديبية من النادي أو رابطة الدوري الفرنسي، كما حدث في حالات مماثلة في المواسم السابقة.
