الغياب الأوروبي.. علامة استفهام !

في ظل اقتراب جولة جديدة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، يثير غياب الاتحاد الأوروبي عن هذه المحادثات العديد من التساؤلات والتحليلات السياسية. والتي يعزو بعضها إلى تقارير تفيد بأن القوى الأوروبية الكبرى كانت من بهاء المهندسين لاتفاق النووي عام 2015.
تقترح بعض الآراء أن غياب الاتحاد الأوروبي يعكس نقصًا في تأثير الاتحاد وأعضائه كبار الدول الأوروبية، وعلى الرغم من ذلك، يعتقد آخرون أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى شركاء آخرين في هذه المفاوضات بما في ذلك أوروبا. ولكن يذكر البعض الثقة المفقودة بين طهران والعواصم الأوروبية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018، وعدم مواجهة الأوروبيين عقوبات الولايات المتحدة على إيران أو التعامل بجدية مع الاتفاق الذي شهدوه.
هنا يثور التساؤل عما إذا كان غياب الاتحاد الأوروبي يحتمل هذا الملف الهام فقط، أو إذا كان يحمل دلالات سياسية أخرى، بما في ذلك تراجع نفوذ أوروبا في شؤون الشرق الأوسط.
يمكن أن يكون استبعاد الاتحاد الأوروبي في محادثات واشنطن وطهران إشارة واضحة إلى تراجع دور الدبلوماسية الأوروبية مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة وتوجهها نحو الاحادية في مثل هذه القضايا المعقدة، وهذا قد يحمل تداعيات سلبية أكبر على المنطقة بأكملها.
في النهاية، يبدو أن المنطق الأوروبي يمر بفترة تحدٍ تطوعي، تتطلب فيها إعادة تقييم العلاقات المستقرة والاستراتيجيات المستقبلية مع الشركاء الرئيسيين. فهل سيستطيع الاتحاد الأوروبي استعادة مكانته كلاعب رئيسي في هذه المفاوضات الحساسة؟ وهل سيسهم غيابه الحالي في تعقيد المشهد الدولي أكثر؟ هذه التساؤلات تظل محل اهتمام كل من يراقب تطورات الساحة الدولية بشغف واهتمام.