اليوم، فقدنا شيخ النجوم ورائد الفلك البدوي، الذي قضى حياته تحت قباب السماء وبين رمال النفود، يقرأ حركة الكواكب ويحلل تغيرات المناخ، الشيخ ملفي بن شرعان العريمة الحربي المعروف بـ«أبو شرعان».
ولد أبو شرعان في بادية حائل حوالي عام 1929، واختار حياة بسيطة في الهواء الطلق، رافضاً الحياة في المدن ومكتفياً بخيمته وقطيعه من الأغنام، ورفقة النجوم التي كانت مرشده.
كان أبو شرعان ليس مجرد راصد نجوم، بل كان موسوعة حية في علم الفلك، يفوق علمه العلماء الفلكيين الكبار، وكان معلماً لعدد كبير من الفلكيين الذين تخرجوا تحت إشرافه.
توفي اليوم هذا الكبير الذي عرف كثيراً في عالم الفلك، ونعاه الدكتور خالد الزعاق بكلمات مؤثرة تحمل في طياتها عبق الحزن والاحترام، مشيراً إلى أهمية علمه وطيب معشره.
كان أبو شرعان يعيش بسلام تحت سماء الصحراء، معتمداً على بصره وحنكته في فهم حركة النجوم والكواكب، وكان قدوة لكثيرين في فن الفلك البدوي البسيط والعميق في نفس الوقت.