في مستجدات مبشرة لجموع الشباب والمراهقين المقبلين على الابتعاد عن مشكلة التدخين الإلكتروني، خرجت دراسة حديثة أجرتها فرق بحثية من مستشفى ماساتشوستس العام ومستشفى بريغهام ونساء بوسطن، بنتائج واعدة حول دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يمكن أن يكون مساعداً فعّالاً في مساعدة هذا الفئة العمرية على ترك العادة الضارة، مما يسلط الضوء على فرص جديدة للتصدي لنقمة الإدمان على السجائر الإلكترونية بين الشباب.
خاضت الدراسة تحقيقات على عينة شبان ومراهقين، تتراوح أعمارهم بين 12 و24 عاما، وهي الفئة المعرضة بشكل أكبر لاستخدام السجائر الإلكترونية. وركزت الجهود البحثية على تقييم فعالية دواء "فارينيكلين" بجلسات استشارية سلوكية أسبوعية، لتظهر النتائج أن المشاركين الذين تناولوا الدواء مع الدعم السلوكي حققوا نسب نجاح أكبر بكثير مقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي.
وبحسب الدراسة، نجح نحو نصف المشاركين الذين استخدموا "فارينيكلين" في التخلص من السجائر الإلكترونية خلال فترة 12 أسبوعا، مقارنة بـ20% فقط في المجموعة المقارنة التي تلقت العلاج الوهمي. وبناء على تقديرات منظمة الصحة العالمية، إن 9 من كل 10 مدخنين يشروعون في التدخين قبل سن الـ18 عاما، مما يجعل الحاجة ملحة إلى تدابير فاعلة للشباب. كما تبين البيانات أن هناك نحو 15 ألف نكهة للسجائر الإلكترونية، مثل الحلوى والعلكة، تستخدم لاستقطاب المراهقين، مما يزيد من مخاطر الإدمان.
فيما يتعلق بالفوائد الصحية، أظهرت الدراسات أن الابتعاد عن التدخين الإلكتروني يقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والرئة بنسبة تصل إلى 30% خلال عام واحد.
عن آلية عمل الدواء، يعمل "فارينيكلين" عن طريق تحفيز مستقبلات النيكوتين في المخ (ألفا 4 – بيتا 2)، مما يقلل من الرغبة الشديدة في التدخين ويخفف أعراض الانسحاب، وفي نفس الوقت يعاود النيكوتين من الرباط بتلك المستقبلات، مما يقلل من تأثير التدخين الإلكتروني إذا تم استئناف العادة خلال فترة العلاج.
على الرغم من النتائج الواعدة، شدد الباحثون على أهمية استعمال الدواء تحت إشراف طبي، خاصة في حالة المراهقين، بسبب المخاطر المحتملة للآثار الجانبية كالغثيان والصداع والأحلام غير الطبيعية. آملين الباحثون من المخاطر النفسية المحتملة مثل الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية، التي تتطلب مراقبة دقيقة. كما لم يُجرَ دراسات كافية على المراهقين دون سن الـ18 عاما، مما يستوجب الحذر عند كيفية استخدام الدواء في هذه الفئة العمرية.
تأتي هذه الدراسة في توقيت حرج، إذ أصبح التدخين الإلكتروني من المشاكل العالمية بين الشباب. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن منتجات التبغ، بما في ذلك السجائر الإلكترونية، تسبب في وفاة 8 ملايين شخص سنوياً، مع استهداف الشباب من خلال استراتيجيات تسويقية تصل قيمتها إلى 9 مليارات دولار. وتمنح هذه الدراسة آفاقاً جديدة في مواجهة هذه الأزمة من خلال نهج علاجي موثق علمياً.