تصاعدت حدة الوضع في مباراة الأهلي طرابلس والسويحلي في الدوري الليبي إلى مشهد مروع بعد انتهاء اللقاء في ملعب طرابلس الدولي، حيث شهدت العاصمة الليبية حادثة صادمة تمثلت في دهس وإطلاق نار على المشجعين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم وأثار غضبا واستنكارا واسعين، وتم وصف هذا الحادث بأنه "عملية متعمدة".
انتهت المباراة بين الأهلي طرابلس والسويحلي بتعادل إيجابي (1-1)، في مواجهة جمعتهما في ملعب طرابلس الدولي، ضمن منافسات الجولة الأولى للدوري الليبي، ورغم الحماس الذي شهدته المباراة وحضور الآلاف من المشجعين، تحول الاحتفال إلى فوضى بعدما قامت إحدى المركبات التابعة لجهاز أمني بدهس مجموعة من المشجعين عند محاولتهم مغادرة الملعب بعد اللقاء، وتبع ذلك إطلاق نار من نفس السيارة.
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق اللحظات المروعة التي جرت خارج الملعب، حيث كانت سيارات الجهاز الدعم المركزي تسير بسرعة عالية باتجاه المشجعين الذين كانوا على الطريق، وقامت بدهس بعضهم قبل أن تستكمل طريقها كأن لم يكن هناك شيء، مما أثار استياءا واسعا بين الليبيين.
وتشير المصادر إلى أن الحادثة قد تكون نتيجة لتوترات قبلية أو سياسية بين جماهير الفريقين، مما يعكس الوضع الأمني المتوتر في طرابلس، وعلى خلفية ذلك، طالبت الأندية الرياضية والشخصيات العامة بسرعة التحقيق ومحاسبة المسؤولين، وأشاروا إلى تكرار حوادث العنف في الملاعب الليبية، مثل "مباراة الرصاص" الشهيرة عام 1996 بين الأهلي طرابلس والاتحاد.
وأعلن نادي الأهلي طرابلس تضامنه مع المتضررين وعائلاتهم من خلال بيان رسمي نشر على منصة "فيسبوك"، وطالب بفتح تحقيق شفاف لكشف ملابسات الحادثة ومحاسبة المتورطين، مؤكدا ضرورة بناء ثقافة رياضية تجمع بين المنافسة والاحترام لتجنب تكرار مثل هذه الوقائع المفجعة في المستقبل.
تأتي هذه الأحداث في وقت تسعى فيه ليبيا لاستعادة استقرارها الرياضي والاجتماعي، ويظل الدوري الليبي حجر الزاوية في توحيد الجماهير بعد العديد من الانقسامات السياسية، ولكن يجب التصدي بحزم لحوادث العنف التي تهدد سمعة الرياضة في البلاد.
