تعرضت العديد من المطارات الرئيسية في أوروبا، مثل مطار هيثرو في لندن، ومطار برلين براندنبورغ، ومطار بروكسل، لخلل كبير في عمليات تسجيل الوصول والصعود إلى الطائرات بعد تعرض شركة "كولينز إيروسبيس" المزودة لأنظمة الطيران، لهجوم سيبراني في ليل (الجمعة). وقد أدى هذا الهجوم إلى تأخير وإلغاء الرحلات الجوية، ما أسفر عن طوابير طويلة وإحباط الركاب في هذه المطارات.
الاتهامات تشير إلى روسيا
وفي تصريح لصحيفة "ديلي ميل"، ألمح خبير أمني إلى احتمال تورط روسيا في الهجوم الذي وقع بعد اختراق ثلاث مقاتلات روسية من طراز ميغ-31 للأجواء الإستونية، مما زاد من الشكوك حيال الأمر.
وأوضح روب جاردن، كبير المسؤولين الرقميين في شركة "نيم في بي إن" للأمن السيبراني، أن روسيا تمتلك إحدى أكبر مجموعات القراصنة في العالم وتشن حملات تخريبية على البنية التحتية الأوروبية، بما في ذلك شبكات الطاقة والاتصالات.
وأشار جاردن إلى أن الهجوم على المطارات ليس مجرد إزعاج للركاب، بل يهدف إلى إشاعة الذعر ونقص الثقة في البنية التحتية الحيوية، وممارسة ضغوط سياسية دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة.
تاريخ استهداف الطيران من قبل روسيا
واستعرض جاردن سجل الهجمات السابقة التي شنتها روسيا على قطاع الطيران، حيث تعطلت مواقع مطارين بريطانيين في العام 2023 بسبب مجموعات القرصنة الروسية، يضاف إلى ذلك الشبهات التي ربطتها بأزمة عالمية لنظم تكنولوجيا المعلومات العام الماضي.
من جانبها، أعلنت "كولينز إيروسبيس" التابعة لشركة "آر تي إكس" أنها تعمل على حل المشكلة بأسرع وقت ممكن، وأن التأثير ينحصر في أنظمة التسجيل وتسليم الأمتعة بإمكانية التعامل اليدوي لتقليل الاضطرابات.
الفوضى والشلل في مطارات أوروبا
وقالت مطارات هيثرو وبروكسل وبرلين إنها تعتمد حالياً على التسجيل اليدوي بسبب الاختلال الحاصل، مما أدى إلى تأخيرات كبيرة في الرحلات.
واستنكر الركاب سوء التنظيم ونقص المعلومات، حيث وصف أحدهم الوضع في هيثرو بأنه "فوضوي" بطوابير تمتد لساعات. وفي بروكسل، اشتكى مسافر من تغيير بوابات الطائرة سبع مرات دون تنبيه واضح.
في سياق آخر، حذر خبير الطيران بول تشارلز من خطورة تلك الهجمات، لافتا إلى أن استهداف شركة مثل "كولينز إيروسبيس" التي تزوّد الحكومات حول العالم يثير قلقا عميقا، ودعا جاردن إلى تعزيز الدفاعات السيبرانية الأوروبية وبناء أنظمة غير مركزية لتخفيف النقاط الضعيفة.
تأتي هذه الواقعة في ظل التصاعد الروسي، حيث شنت روسيا هجوما جويا مدمرا على أوكرانيا أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة العشرات.
إدانة ترمب والصمت الروسي
وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن ادانته للاختراق الروسي للأجواء الإستونية، مصفاه بـ"المتهور"، معبرا عن قلقه من تصاعد التوترات؛ بينما لم يصدر الكرملين تعليقا رسميا حول اتهامات الهجوم السيبراني حتى الآن.
