أطلقت الأجهزة الروسية تحذيرات عاجلة بشأن احتمال وقوع تسونامي على طول الساحل الشرقي لشبه جزيرة كامتشاتكا، داعيةً السكان إلى الابتعاد فورًا عن الشواطئ والمناطق المنخفضة. جاء ذلك عقب وقوع زلزال بلغت قوته 7.4 درجة على مقياس ريختر، نشأ قبالة ساحل المنطقة البركانية النشطة اليوم (السبت).
أعلنت وزارة الطوارئ الروسية تفعيل أقصى درجات التأهب، مع إخلاء آلاف السكان في العاصمة الإقليمية بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، نتيجة تحذيرات من موجات تسونامي تصل إلى متر وأكثر. على الرغم من ذلك، أكد مركز تحذير التسونامي في المحيط الهادئ تلاشي التهديد خلال ساعاتٍ قليلة، دون تسجيل موجات كبيرة. غير أن السلطات الروسية ظلت على استعداد بالنظر إلى تاريخ المنطقة فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية.
**media[2583830]**
كامتشاتكا على شرف النار
تقع شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، على امتداد حلقة النار في المحيط الهادئ. وتُعتبر المنطقة منطقة جيولوجية نشطة، حيث يتصادم الصفيحة التكتونية الهادئة بالصفيحة الأمريكية الشمالية، ما يعرضها للزلازل وثوران البراكين. يقدر عدد سكان المنطقة بنحو 300000 نسمة، معظمهم في بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي الذي يضم نحو 180000 شخص. وتعتمد اقتصاد المنطقة في الأساس على الصيد والسياحة البركانية.
تاريخيًا، شهدت المنطقة زلازل مدمرة، مثل زلزال 1952 الذي بلغت قوته 9 درجات وأدى إلى تسونامي ارتفاعه 9 أمتار في هاواي. كذلك، شهدت النطاقة زلزالًا في يوليو 2025 بقوة 8.8 درجة أدى إلى إصابات وأضرار معتدلة، وتسونامي بارتفاع 3-4 أمتار في بعض المناطق. ويُعد الزلزال الحالي، الذي وقع على عمق 39.5 كيلومتر شرق المدينة عن بُعد 111 كيلومتر، هزة أرضية محتملة تعود لذلك النطاق، وفقًا للمعهد الجيوفيزيائي الروسي.
**media[2583829]**
تفاصيل الزلزال والتنبيه
سُجل الزلزال التاسعة والسبع عشرة بتوقيت غرينتش (الخامسة والسبع عشرة صباحًا بتوقيت كامتشاتكا)، وفقًا لإدارة المسح الجيولوجي الأمريكية التي خفضت قوته من 7.5 إلى 7.4 أوليًا. شعر السكان بهزات عنيفة دفعت العديد إلى الهرب من المنازل والمباني العامة. وأصدر مركز تحذير تسونامي المحيط الهادئ تنبيهًا فوريًا حول "موجات خطرة محتملة" على السواحل الروسية في نطاق نصف قطره 300 كيلومتر حول مركز الزلزال، بإمكانية وصول الموجات إلى متر واحد.
حث حاكم كامتشاتكا فلاديمير سولودوف الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي على "الابتعاد عن السواحل فو**رًا والانتقال إلى مناطق مرتفعة"، مُجددًا دعوتهم إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية. وحتى الآن، لم يُبلغ عن إصابات أو أضرار كبيرة ناتجة عن الزلزال، إلا أنه سبب انقطاعات في التيار الكهربائي والاتصالات الخلوية في بعض المناطق.
في ضوء التهديد، أجلت السلطات السكان في المناطق الساحلية، وأُغلقت مؤقتًا المدارس والمطارات. في المقابل، لم تصدر وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أي تحذير من تسونامي على الرغم من قرب المنطقة المتأثرة.
