كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة بيروت في لبنان عن تحذير جديد يتعلق بالتأثير البيئي والصحي للاستخدام الواسع للكؤوس الورقية الواحدة. كانت هذه الكؤوس حلًا شائعًا للشرب خلال جائحة "كوفيد 19".
وأظهرت الدراسة الحديثة أن تلك الكؤوس، بغض النظر عن ما إذا تم استخدامها أم لا، تشكل تهديدًا بالتسرب منها لجزيئات بلاستيكية دقيقة ومواد كيميائية ضارة إلى البيئة والتربة. وهذا يمكن أن يعرض صحة الإنسان والبيئة للخطر.
ووفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة علمية، فإن اختبارات الأبحاث أظهرت أن الكؤوس الورقية التي تحتوي على طبقات متعددة للحماية تطلق ما بين 3 إلى 4 أضعاف من الجزيئات البلاستيكية مقارنة بالكؤوس الورقية التقليدية.
وبيّنت الدراسة أن هذه الجزيئات، التي يقل حجمها عن 5 مليمتر، يمكن أن تنتقل بسهولة عبر البيئة، لتصل إلى مصادر المياه والعيون، وبالتالي الى سلاسل الغذاء، مما يعرض الكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان، لمخاطر صحية محتملة.
تحذيرات من التلوث البيئي
كما أجرى الفريق البحثي تجاربه لمحاكاة التأثيرات البيئية للكؤوس الورقية بعد التخلص منها، وتوصلوا إلى أن تلك الكؤوس تتفكك ببطء، مما يؤدي إلى إطلاق الجزيئات البلاستيكية والمواد الكيميائية الضارة في البيئة مثل الفثالات التي تعتبر مضرة بالصحة.
وحذر الباحثون من امكانية تفاقم مشكلة التلوث بسبب تراكم الكؤوس الورقية الغير معاد تدويرها، خاصة خلال فترة الجائحة. وبالنظر إلى حجم الاستخدام الواسع لهذه الكؤوس في العالم أصبحت تمثل تهديدا بيئيا كبيرا، مع تقديرات تشير إلى استخدام مليار كأس يوميا خلال ذروة الجائحة.
تحديات التخلص البيئي
وأدى التخلص السيئ من تلك الكؤوس الورقية إلى تفاقم أزمة التلوث البلاستيكي، مما دفع العديد من الجهود للتحذير من تبعاتها البيئية. وتسعى الحكومات إلى اتخاذ إجراءات لتشجيع إعادة التدوير والاستدامة في استخدام الحاويات الورقية، وهذا يستدعي تطوير بنية تحتية فعالة لتدوير النفايات.
وختمت الدراسة بالدعوة لإجراء مزيد من الأبحاث لفهم تأثيرات هذه الجزيئات على الصحة البيئية والإنسانية، وأشارت إلى أهمية وضع استراتيجيات فعالة لإدارة النفايات والحد من استخدام المواد البلاستيكية الضارة في تصنيع الكؤوس الورقية.