تعتبر الشخصية العظيمة للدكتور منصور بن علي بن كدسة نموذجاً مثالياً للتفاني والتفكير العميق والرؤية الوطنية الشاملة. وُلِد في بلدة بلجرشي عام 1949، حيث نشأ في بيئة يسودها الاجتهاد وحب الوطن، وهذا ما جعله يحمل قيم الأصالة والرغبة في تقديم إسهامات تتجاوز حدود حياته الشخصية.
سعى الدكتور منصور بثبات خلال مسيرته المهنية حتى وصل إلى أعلى المراتب العلمية في مجال الإعلام والاتصال، ولم يقتصر على اكتساب المعرفة فقط بل جعل منها وسيلة لربط الأجيال وتحقيق التوازن بين النظرية والتطبيق، وكان نموذجاً للطلاب والزملاء.
تجاوزت تأثيرات الدكتور منصور حدود القاعات الدراسية إلى المجتمع والمنتديات الوطنية، حيث كان صوته مسموعاً ورأيه محترماً، وشارك بفاعلية في صناعة الرؤى التي تخدم مجتمعه وتلبي احتياجاته في عصر النهضة.
اشتهر الدكتور منصور برؤيته الواسعة للتنمية الشاملة، حيث رأى أن التقدم يعتمد على إنسان متمكن ومبدع أكثر من الاقتصاد نفسه، لذا دعم المبادرات التي تعزز التطور الثقافي والفكري ليفتح أفاق الأمل للأجيال الجديدة، معتبراً أن الاستثمار الحقيقي هو في العقول أكثر من الأرقام.
في المحافل العامة كان حضور الدكتور منصور بن كدسة لافتاً، حيث يطرح الأفكار بروح أكاديمية ويناقش القضايا بعمق وحكمة، مما يؤكد على أن التنمية، الإعلام والفكر هي جوانب من نفس الثلاثيات التي يجب أن نعمل على شمولها لتحقيق التقدم المنشود.
استطاع الدكتور منصور بن كدسة ترك بصمة قوية وثابتة في مسيرة التعليم والفكر الوطني، حيث كان مثالاً للعالم الذي وظف علمه في خدمة وطنه ومجتمعه، مما جعل اسمه يحظى بالاحترام والتقدير في كل مكان، وهو مستمر في تعزيز الحراك التنموي والنهضوي.
