باشرت السلطات الباكستانية إجلاء عدد كبير من السكان، يقدر بنحو 150 ألف شخص على الأقل، من المناطق المعرضة لخطر الفيضانات على ضفاف ثلاثة أنهار في الأرياف الزراعية الواقعة في قلب البلاد. تأتي هذه الإجراءات الاحترازية عقب تحذير من الجارة الهند، حول نيتها تصريف المياه الزائدة من سد واحد، وذلك بعد تصاعد الأمطار الغزيرة وتزايد حدة الفيضانات في الفترة الأخيرة.
وفي بيان للسلطات الباكستانية، أكدت على التحذير الطارئ الذي تلقوه من الهند يوم الإثنين الماضي بشأن نية التصريف المفاجئ من سد مادوبور الذي يقع على الحدود بين البلدين. يُذكر أن الهند تقوم بتصريف المياه بشكل دوري عند امتلائها من السدود، حيث يتجه الفائض نحو الأراضي الباكستانية.
وفي سياق متصل، جاء إعلان مصدر من السلطات الهندية بأنهم قد شاركوا باكستان تحذيرا ثانيا عبر القنوات الدبلوماسية نتيجة للأحوال الجوية السائدة. وفي حال استمرار الأمطار بالشدة نفسها، فإن إصدار تحذيرات إضافية يبقى واردا ومحتملا.
وردًا على تساؤلات حول مدى تأثير استمرار فترة الهطول الغزير للأمطار، جاءت إجابة المصدر بأن الأمر ممكن ومحتمل. وسبق للهند أن حذرت باكستان يوم الأحد الماضي من تدفق كميات كبيرة من المياه نحو الأنهار الثلاثة التي تنبع من الأراضي الهندية إلى الأراضي الباكستانية.
وأفادت الهيئة الباكستانية المعنية بإدارة الكوارث بأن الأنهار رافي وسوتليج وتشيناب تشهد فيضانات من متوسطة إلى عالية، وتشاركت في إجراءات إخلاء السكان من القرى المحاذية لهذه الأنهار. في هذا السياق، أوضح مسؤول باكستاني أن الهند تعتزم تصريف كميات محددة من المياه خلال الأيام القادمة، مما دفع السلطات الباكستانية إلى إجلاء السكان واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة.
يأتي الوضع هذا وسط قلق متنامٍ في باكستان لحياة السكان وسلامتهم، خاصة بالنظر إلى أن إقليم البنجاب يعتبر موردا رئيسيا للإنتاج الزراعي في البلاد، ويشهد وفرة من المساحات الخضراء والأراضي الزراعية المهمة على ضفاف الأنهار التي تواجه خطر الفيضانات الجارفة.