في صيف عام 2025، شهدت كوريا الجنوبية موجة حر استثنائية أثرت بشكل كبير على الوضع الصحي في البلاد. تجاوز عدد الإصابات بالأمراض المرتبطة بالحرارة حاجز الـ 4,000 حالة، وهو ما نتج عنه ارتفاع ملحوظ في المخاوف الصحية والبيئية.
كمعظم دول العالم، تواجه كوريا الجنوبية تحديات جديدة نتيجة للارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة خلال الزمن الحديث، وهو أمر يعزى إلى الاحتباس الحراري والزيادة في انبعاثات الغازات الدفيئة. منظمة الأرصاد الجوية العالمية أكدت أن عام 2024 شهد أعلى معدل للحرارة على الإطلاق حيث ارتفعت درجة الحرارة بشكل غير مسبوق، وهذا الأمر يعكس الاتجاه العام لزيادة الحرارة في العالم بسبب التغيرات المناخية المستمرة.
الصيف الماضي، ازدادت حدة موجات الحر في كوريا الجنوبية، حيث وصلت درجات الحرارة إلى مستويات مرتفعة جداً تجاوزت الـ 40 درجة مئوية في بعض المناطق، مما جعل الأمر أكثر صعوبة لكبار السن والمرضى المزمنين. ظهرت أعراض الإجهاد الحراري وضربات الشمس بشكل متزايد، وتضمنت هذه الأعراض الصداع، الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة بالإضافة إلى تشنجات واضطرابات أخرى قد تكون خطيرة.
وزارة الداخلية والسلامة الكورية الجنوبية اتخذت إجراءات تحسينية لتعزيز السلامة العامة أثناء الموجات الحرارية، مثل تحسين أنظمة الإنذار المبكر وتوجيه المواطنين لتجنب النشاطات البدنية الشاقة خلال فترات الحر القصوى، والحرص على شرب كميات كافية من الماء والبقاء في أماكن بتهوئة جيدة. تشدد السلطات على دور التغير المناخي في تفاقم هذه الأزمة، حيث تزيد التقلبات الجوية وزيادة درجات الحرارة من مخاطرها.
تسببت الموجات الحرارية في زيادة الضغط على النظام الصحي في كوريا الجنوبية، مع تزايد عدد الحالات التي تتطلب العناية الطبية الفورية. وركزت المستشفيات على الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، خاصة الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً والأطفال، وأدت الأمراض المرتبطة بالحرارة إلى زيادة في عدد حالات الإصابة الخطيرة وحتى الوفيات.
