تتجه الأنظار نحو كندا في ظل تصاعد التوترات المحتملة مع اقتراب موعد إضراب محتمل لمضيفي الطيران النقابيين في شركة "إير كندا"، أكبر شركة طيران في البلاد. يبدو أن الشركة قد وصلت إلى مفترق طرق حاسم، إذ تبقى ساعات قليلة للموعد النهائي المحدد في الوقت الذي يبدو فيه الحل غير واضح.
من المتوقع أن تتسبب إلغاء نحو 500 رحلة بنهاية اليوم الجمعة في حيرة لدى نحو 100 ألف مسافر، حيث سيكون عليهم البحث عن بدائل للسفر في حال تأزم الوضع.
تشير بيانات "FlightAware" إلى أن "إير كندا" قد ألغت 164 رحلة حتى الآن، وسط تصاعد التوترات بين الشركة ونقابة المضيفين الجويين.
تستعد 10 آلاف مضيف جوي للتوقف عن العمل، مطالبين بزيادة الأجور وتعويضات عادلة عن ساعات العمل الإضافية غير المدفوعة. يبدو أن المفاوضات قد بلغت طريق مسدود، مما يجعل الاضراب قراراً شبه لا مفر منه.
من المحتمل أن يلحق الإضراب بأضرار اقتصادية بالقطاع السياحي الكندي، خاصة في فترة ذروة موسم السفر الصيفي. هذا التطور قد يضع الحكومة الليبرالية برئاسة رئيس الوزراء مارك كارني أمام تحديات جسيمة تتطلب حلا سريعاً.
من جانبها، حثت غرفة تجارة تورونتو أوتاوا على التدخل، محذرة من تداعيات سلبية قد تؤثر على سمعة كندا عالمياً في حال استمرار الأزمة.
ستتضمن الخطوة التالية طلب وزيرة العمل باتي هاجدو لتدخل مجلس العلاقات الصناعية لفرض التحكيم الملزم وحفظ الاستقرار الاقتصادي. ورغم استقلالية المجلس، يمكن أن يكون قراره بالتحكيم هو الحلا الوحيد المتاح في حال قلة البدائل.
من المرجح أن ترفض النقابة طلب "إير كندا" بالتحكيم الملزم، مما يترك الوضع في مرحلة عالية الحساسية والتوتر.
ومن المتوقع أن يكلف الإضراب الشركة خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات الكندية قبل النفقات والضرائب. على الرغم من ذلك، يثبت تفاؤل المستثمرين في شركة "إير كندا" في ارتفاع سهمها بنسبة تتجاوز 1% في بورصة تورونتو.
في قلب النزاع يكمن الخلاف حول طريقة تعويض المضيفين الجويين. في حين اعتادت شركات الطيران على دفع الأجور أثناء الرحلات فقط، يصر المضيفون على تعويض عن ساعات العمل بأكملها، بما في ذلك المهام التي تتعدى الرحلات الجوية.
عندما تنقل "إير كندا" وفروعها المخفضة التكلفة نحو 130 ألف مسافر يومياً، تكون شركة تجارية يعتمد عليها الكثيرون. وبتقديم رحلات إلى الولايات المتحدة، تظل "إير كندا" عماداً أساسياً في قطاع الطيران الكندي.
